المراهق بين العزلتين الإنترناتية و الإتصالية داخل الاسرة

Abstract

ونحن في القرن الواحد والعشرين الذي يزخر بمتغيرات عديدة تمثل ثورة جديدة لا حدود لها لأثارها السياسية و الإقتصادية والثقافية ، فهي تمثل في ملامحها ومكوناتها بداية عصر جديد وما نتيجة الثورة الجديدة في تكنولوجيا اتصال من مزج بين أكثر من وسيلة اتصال . إن تكنولوجيا اتصال ومنجزاتها المستمرة والسريعة وما يتصل بها من تكنولوجيا المعــلوماتية إنما يمثلان ثورة جديدة انطلقت مع تصاعد الإحساس بأن الواقع اتصالي الإنساني القـــائم لم يعد كافيا للوفاء بحاجيات المجتمع الجديد ، هكذا وانه على مدى تطور تاريخ الوسائل اتصال ية التي أبدعها الإنسان وأوجدها ككائن اتصالي لا يمكن أن يعيش أو يستمر بقاءه دون إتصـــاله بالآخرين هذا الاتصال الذي اتخذ منعطفا اخر شهده العالم وخاصة المجتمع الجزائري في العشر السنوات الماضية عن طريق التكنولوجيات : الانترنت" التي اوجدتها الدول المتقدمة ولازلنا لحد الان نحارب مخلفاتها لاننا لم نعرف توضيفها وخاصة انها اصابت فئة هشة من المجتمع بالإدمان عليها وهي فئة المراهقين الذين ينجذبون الى كل ما هو براق ولامع دون التميز بن الاصل والمغشوش فإدمان على استعمال الإنترنت الذي يؤدي إلى مظاهر إنسحابية من الحياة الاجتماعية فالشخص الذي يدمن الجلوس أمام حاسوبه أوقات طويلة كل يوم ينعزل عن محيطه الاجتماعي، لأنه وجد حياة أخرى يتواصل معها بخياله بعيدًا عن الضغوط أو المسؤولية أو الخطوط الحمراء، كما أننا نجد مدمن الإنترنت ينسحب من واقعه ليعيش أحلام اليقظة والخيال التي هي دائمًا أجمل من الواقع، وقد يتعرف المراهق على شخصيات مريضة تؤثر فيه سلبًا ، و تشير د.هناء أبوبكر أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة " إلى أن غالبية مدمني الإنترنت هم المراهقون يفضلون المكوث بجوار حواسبهم على المشاركة في النشاطات أو المناسبات الاجتماعية المختلفة أو الاختلاط بالآخرين، وأكثر عرضة للإدمان هم الخجولون والقلقون، لأنهم يجدون في عالم الإنترنت كل الحرية في التواصل مع الآخرين دون الالتقاء بهم وجهًا لوجه" وهذا يفرض على الأبوين المتابعة الدقيقة والصارمة لأبنائهم ليس بغرض التضييق وخنق الحرية بل للتوجيه والإرشاد والمساعدة .وتاتي هذه الورقة البحثية لتناقش موضوع مهم جدا حول العزلة التي اصابت ابنائنا المراهقين من خلال ادمانهم على الانترنت وبالتالي سنتطرق في هذه الورقة البحثية الى 1/ الاطار المفاهيمي للاتصال. 2/ معوقات الاتصال الجيد داخل الاسرة 3/ رؤية استشرافية لجودة الاتصال بين الأباء و الأبناء .