الإدارة البيئية للمنشآت الصناعية كمدخل حديث للتميز التنافسي

Abstract

أمام تنامي الاهتمام بالأمور البيئية و بروز مفهوم التنمية المستدامة وجدت المنشآت نفسها تتحمل مسؤوليات عما تسببه للبيئة الخارجية من أضرار ملموسة أو غير ملموسة بسبب ممارستها لنشاطاﺗﻬا، و أصبحت هذه المنشآت تعمل وتخضع لعدد متزايد ومتنام من القوانين المنظمة للبيئة ال تي تستهدف إيجاد بيئة خالية من التلوث ،وقد دفع ذلك الإدارة العليا في عدد من المنشآت إلى إدراك أهمية إدخال الإدارة البيئية من أجل إدارة الأمور والقضايا البيئية بشكل سليم في إطار القوانين المنظمة للبيئة والسياسات البيئية للمنشأة ( ( 315- 4 :ص 314 ومن ناح ية أخرى ، وبالنضر ل لتحديات المتزايدة التي تواجهها المنشآت والداعية إلى ضرورة العمل من أجل التطوير المستمر للوصول إلى مستويات من الكفاءة والإنتاجية ، تبيّنت المنشآت أن الإدارة البيئية كنهج إداري يهدف إلى التصدي للمشاكل البيئية يمكن استخدامه كمدخل لتحق يق التميز التنافسي، باعتبار أن الاهتمام با لشأن البيئي قد أضحى هو الآخر من مجالا التنافس بين المنشآت، بحيث باعتباره مستوى (excellence) أن إتباع هذا المدخل سيساعدها على ﺗﻬيئة ميزات تنافسية يمكن أن تصل من خلالها إلى التميز الأداء الوحيد المقبول في عصر التنافس ية والعولمة والمعرفة ، إذ أن امتلاك مقومات التميز وتفعيلها هو السبيل الوحيد لبقاء المنشآت واستمرارها في عالم اليوم القائم الحركة السريعة والتطور المستمر وسيطرة رغبة العملاء وتعدد البدائل أمامهم، وانفتاح الأسواق وزوال ( العوائق المادية والمعنوية من طريق التجارة الخارجية. ( 1 :ص 13 ونحاول من خلال هذه المداخلة أن نلقي القليل من ا لضوء على الخلفية النظرية للإدارة البيئية و نستعرض أهم الدوافع التي تقف وراء تبني المنشآت لهدا المدخل ،وأن نكتشف دوره في تحسين القدرة ا لتنافسية للمنشآت الصناعية وفي ﺗﻬيئة الميزات التنافسية التي تكفل لها البقاء والاستمرار وسط بيئة متغيرة تسودها حالة التنافس.