المقاربة الإستراتيجية للأداء مفهوما وقياسا

Abstract

الأداء هو أحد المصطلحات التسييرية التي لا تكاد تغيب عن أدبيات مختلف علوم التسيير، إذ تتداوله جل الكتابات ولو بشكل غير مباشر على اعتباره يمثل الهدف الأساس الذي يسعى كل مسير، مهما كان مستواه التنظيمي، إلى تحسينه. ومن منطلق كونه يعكس مستوى النجاح أو التوفيق الذي حققته أو تسعى المنظمة إلى تحقيقه، فإن ظبط مفهومه وتجديد اﻟﻤﺠال الدلالي الذي يغطيه يبقى ضرورة ملحة ومن ثم إشكالية بالغة الأهمية أمام المسيرين والباحثين على حد سواء. وفي الحقيقية، أن كلمة أداء، التي تحمل في طياﺗﻬا إيحاءات بالإنجاز، تحيلنا ولو بشكل ضمني إلى العنصر البشري في المؤسسة، إذ يعتبر الكثير من الباحثين الأداء مقتصرا على المورد البشري فقط، ويعرفونه بأنه نتاج عنصر العمل. وحتى الذين يربطونه بإنجازات المؤسسة ككل ينظرون إليه أكثر من زاوية مؤشرات البعد التشغيلي فقط، وبصفة أخص البعد المالي. ليغلب على مؤشرات قياسه جوانب الربحية والعائد على الاستثمار والقيم السهمية للمؤسسة... غير أنه وان كان أداء الأفراد أو الأداء التشغيلي أو الأداء المالي يمثل حقيقة يتعامل معها المسيرون يوميا في المؤسسات، فإن هناك حقائق أخرى فرضتها البراديقمات الجديدة في تسيير المؤسسة، خصوصا البعد الاستراتيجي منه، كالتعلم التنظيمي، بناء المهارات وربط الأجزاء الاستراتيجية ﺑﻬا، تسيير المعارف، نظرية الوكالة ومنطق الأطراف الآخذة... وهي الحقائق التي جعلت تصور الأداء بمنطق استراتيجي يفرض نفسه في المنظمات. من هذا المنطلق نحاول في هذه الورقة تسليط الضوء على انعكاسات معالجة الأداء من منظور استراتيجي على مفهومه والعوامل المفسرة له وقياسه، مع بالتركيز بعض على جدول القيادة الاستراتجي كأداة تحاول إدراج البعد الاستراتيجي في عملية قياس الأداء.