المصطلح البلاغي في كتاب الصناعتين لأبي هلال العسكري

Abstract

يس البلاغة بأسرها إلا قصة الذوق العربي والفطرة العربيـة في أوجـــها، وما المصطلح إلا الوسيلة المثلى للتعبير عنها، ونرى أن الكتابات النقدية والبلاغية نشطت في القرن الرابع الهجري، وكانت تخوض مباحث البلاغة وتدلي بنظرة فاحصة ودقيقة، وهذا ما تجلى في مؤلفات النقـاد القدامــى، وأبو هلال العسكري يعد حلقة من سلسلة العلماء الذين توفروا على الذوق الأدبي والحس النقدي المرهف في دراسته للبيان العربي فتأثر بسابقيه وترك في لاحقيه، ومن خلال تناولنا للمصطلح البلاغي عند أبو هلال العسكري ووقوفنا على تحليل بعض الشواهد في كتابه وخص ذلك باب البديع، وجدنا أنفسنا ماثلين أمام عدة استنتاجات وملاحظات تمثلت في : يعتبر المصطلح الوسيلة المثلى للتواصل وضبط العلوم، وأداة لتوحيد الفكر . لكل علم مصطلحاته الخاصة، وذلك لتفادي فوضى المصطلحات وتداخلها في بعضها البعض . اهتمام النقاد القدامى بالمصطلحات البلاغية، وتمثل ذلك في الكم الهائل من المؤلفات عبر قرون متفاوتة . تضاربت الآراء وتشابهت من قبل النقاد في تناول المصطلحات البلاغية . النقاد القدامى تناولوا تقريبا نفس المصطلحات إلا بعض الإضافات التي اقتصرت على القليل منهم . تتشابه الشواهد التي استدل بها النقاد، وذلك دليل على اعتمادهم المرجعية نفسها . تأثر النقاد القدامى وخاصة نقاد القرن الرابع هجري بالقرآن الكريم والسنة النبوية، وهذا ما نلمسه في الشواهد المعتمدة في تحليل المصطلحات . جل النقاد القدامى مارسوا النقد والتحليل في تناول للمصطلحات البلاغية بدرجات متفاوتة .