فعالية اللجان الدولية في مراقبة الانتخابات

Abstract

خلال ما تقدمت دراسته تظهر لنا بوضوح،الأهمية المتزايدة التي اكتسبتها الانتخابات باعتبارها الوسيلة الأساسية لتداول السلطة في الأنظمة الديمقراطية كما تظهر وتتجلى أهمية وضع ضمانات حقيقية لحرية ومصداقية هذه الانتخابات إذ، يتبين إن الرقابة الدولية للانتخابات احد الضمانات ذات الأهمية البالغة في تقرير مصداقية ونزاهة المسار الانتخابي ليعكس آراء وتطلعات هيئة الناخبين،ومن ثم إرساء قواعد الديمقراطية . يمكن تلخيص النتائج والتوصيات المتوصل إليها من خلال الدراسة فيما يأتي : الن جــائـتـــ : .1 يعد إجراء انتخابات حرة ونزيهة مطلبا داخليا ودوليا،لما يمثله ذلك من تأثير على استقرار المحيط الإقليمي والدولي سياسيا ، ما يؤدي إلى الاعتراف الدولي بديمقراطية الدول ، ومن ثم تمكينها من الحصول على المساعدة الدولية في الجوانب السياسية والاقتصادية؛ .2 تعد العملية الانتخابية عنصرا هاما في تحقيق الديمقراطية لكنه ليس الوحيد والكافي لكفل تحقيق قواعد الديمقراطية؛ .3 يظهر الاهتمام الدولي من خلال المواثيق الدولية والإقليمية جليا بتوضيح الضمانات المتعلقة بحرية ونزاهة العملية الانتخابية ، حيث تم إنشاء مؤسسات دولية تكمن وظيفتها في تقديم العون والمساعدة لدول العالم في تحقيق هذه الغاية؛ .4 لا يوجد نظام انتخابي واحد يمكن تطبيقه على كافة الدول في كل زمان،بل يوجد أنظمة انتخابية متعددة تتوافق مع مقتضيات كل بلد السياسية والاجتماعية،الاقتصادية،الثقافية والأمنية ، خاصة في الدول حديثة العهد بالديمقراطية؛الخاتمـــــة

ـ 99 ـ

.5 تعد الرقابة الدولية على الانتخابات،احد الضمانات التي تكفل حرية ونزاهة العملية الانتخابية ، نظرا لاسقاط عملها وانصبابه على عملية مراقبة المسار الانتخابي ورصد كافة مراحله ومجرياته؛ .6 يعتبر وجود مراقبين تابعين لمنظمات المجتمع المدني ، ووجود ممثلين عن الكيانات أو/و الأحزاب السياسية لمراقبة كافة مراحل العملية الانتخابية احد الضمانات الأساسية لتوفير القناعة بصحة ونزاهة العملية الانتخابية ؛ .7 تهدف الرقابة الدولية على الانتخابات لاطلاع المجتمع الدولي على شفافية ونزاهة العملية الانتخابية؛ .8 تعد الرقابة الدولية ضامنا لنزاهة العملية الانتخابية وصحتها لذلك فهي تمثل احد ضمانات ديمقراطية نظام الحكم ؛ .9 الرقابة الدولية للانتخابات هي عمليات مساعدة في إطار التعاون الدولي لإرساء الديمقراطية ولا تعد انتهاكا لمبدأ عدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية للدول أو مساسا بالسيادة الوطنية ، حيث تعتبر عرفا دوليا لا يمس بسيادة الدول؛ .10 تهدف فرق الرقابة من خلال توصياتها إلى تفعيل المشاركة الشعبية وتعزيز الديمقراطية وإرساء حقوق الإنسان المدنية والسياسية؛ .11 يقتصر عمل اللجان الدولية لمراقبة الانتخابات على رصد المسار الانتخابي وإعداد توصيات من شأن الدولة المعنية العمل بها أو تركها؛ .12 تقوم الرقابة الدولية على مجموعة من الأسس الدولية والقوانين الداخلية للدول التي تعترف بالرقابة الدولية؛ .13 لا تتمتع التقارير والتوصيات الصادرة عن اللجان الدولية لرقابة الانتخابات بالطابع الإلزامي .الخاتمـــــة

ـ 100 ـ

.14 الرقابة الدولية على الانتخابات لا تعني تحقق الديمقراطية ، إذ تعتبر احدي الآليات التي من شأنها تعزيز الديمقراطية؛ .15 الرقابة الدولية وحدها لا تحقق نزاهة العملية الانتخابية ، فلابد من وجود مجموعة من المبادئ والعوامل المتكاملة لتحقيق النزاهة والشفافية للعملية الانتخابية . تعد نزاهة العملية الانتخابية من أهم الأهداف التي تطمح إلى تحقيقها كافة الدول سواء في إطارها الداخلي أو على مستوى دولي ، و باعتبار أن الدراسة قد اشتملت على عنصر مهم من العناصر التي تمكننا من الوصول إلى هذا الهدف والمتمثل في فعالية اللجان الدولية على مراقبة الانتخابات ، إف نه ليس العنصر الوحيد لتحقيق ذلك حيث يمكن البحث حول باقي العناصر سواء الرقابية مثل : اللجان الوطنية المستقلة بصفتها جهة رقابة ،وكذا الأحزاب السياسية أو المتنافسين داخل المسار الانتخابي وكذا الرقابة الشعبية من قبل المواطنين وكذا الرقابة القضائية ، أو من جانب أخر التسيير التقني والتمويل المالي لكافة مراحل العملية الانتخابية ومدى تأثيره على نزاهة العملية الانتخابية ، وقد يكون الجانب القانوني المنظم لقواعد الانتخابات من أهم العناصر المؤثرة في نزاهة العملية الانتخابية ، وكذا الإعلام ومدى تأثيره في دعم المسار الانتخابي نحو الشفافية والمصداقية . كما أن الديمقراطية لا تقوم فقط على عنصر الانتخابات النزيهة والحرة فهناك عدة عناصر أخرى،كالجهاز الإداري داخل الدول ومدى تأثيره في إرساء قواعد الديمقراطية ، حرية التعبير بالنسبة للصحافة والإعلام وفعاليتها في تأكيد ديمقراطية أنظمة الحكم،وكذا علاقة الديمقراطية بما تكفله الدساتير من حقوق وحريات الأفراد .