مستقبل الجيش الشعبي الوطني في ظل المتغيرات الإقليمية والعالمية )أهمية الظهير الشعبي الداعم للجيش(

Abstract

تشهد العديد من الجيوش الإقليمية ممن مست دولهم حركة ما يسمى الربيع العربي، نوعا من الشتات والتمزق، إلى الحد الذي حلت فيه جيوش كانت إلى وقت قريب تعد من أقوى الجيوش عدة وعتادا، فلم يعد للجيش الع ا رقي من وجود )رغم إعادة بناءه في السنوات الأخيرة(، وبنسبة مماثلة ما حدث ويحدث للجيش الليبي والجيش اليمني والجيش السوري، حيث تقاوم هذه الجيوش خطر الشتات والتمزق والاندثار. و لاشك أن لذلك عوامل خاصة تتعلق بحالة كل دولة وحالة كل جيش، وبأسباب ومسببات، منها أسباب داخلية تتعلق ببنية الجيش وكفاءته وحجم الخطر الذي تعرضت إليه الدولة ومؤسساتها إثر الح ا رك الشعبي المناهض لأنظمة الحكم التي وصفت بالاستبدادية أو الفاسدة، ومنها أسباب خارجية تتعلق بدول أجنبية ذات منظومة مصلحية من زوال تلك الأنظمة واستبدالها بأنظمة موالية لاست ا رتيجيات تلك الدول الاجنبية. لقد كشفت التقارير الرسمية والإعلامية على حد سواء أن أحد أهم الأسباب التي ساهمت بسرعة في تشرذم جيوش دول الربيع العربي على وجه الخصوص فقدانها للظهير الشعبي المؤيد والمساند والداعم لها، بل إنها دخلت في مواجهة مع ممثلي التيا ا رت الشعبية المناهضة لأنظمة الحكم، لذا فإن فقدانها للظهير الشعبي باعتبار وقود الجيوش وناصرها أفقدها القدرة على مواجهة المخاطر الداخلية والخارجية مما أدى بها لحالة من التشرذم والتمزق. إن ما حدث لهذه الجيوش والتي تحول الكثير منها إلى مليشيات متناحرة، من الممكن أن يحدث لأي جيش أن هو استبعد من حساباته ا ا ردة الشعوب في تقرير مصيرها، او رغبتها في التغيير. ولعل هذه الحقيقة يدركها الجيش الشعبي الوطني الج ا زئري، فهو من يوم نشأته كان وليدة إ ا ردة شعبية ثورية، لخص بيان نوفمبر عقيدته، ومهامه، وتوجهاته، وجاءت كل دساتير الدولة منذ الاستقلال مؤكدة هذه الحقيقة، ولا ي ا زل الشعب هو الترسانة الحقيقة التي يرتكز عليها الجيش الوطني في مواجهة 172 المخاطر. غير أن التجاذب السياسي الحاصل بين مختلف التيا ا رت السياسية الحزبية، وكثرة المخاطر المحدقة بأمن الدولة وشعبها، بالأخص على مستوى الحدود الشرقية للدولة، ومنطقة الساحل، فضلا عن وصعود جهات يمينية متطرفة أو قريب من التطرف للحكم على مستوى دول تملك حق الفيتو، ناهيك عن الأزمة الاقتصادية المفاجئة، من شأنها أن تحرك بؤر توتر داخلي أو حدودي يجد الجيش نفسه في مواجهتها؟ لذا يطرح موضوع أهمية الظهير الشعبي الداعم وكيفية تفعليه بما يحقق وحدة الجيش وقوته واستم ا رريته أهميته على مستوى التفكير والبحث؟ والبحث في الآليات التي يجب أن تتبع لتحقيق ذلك؟ وما هي الأسباب التي يجب توقيها حتى لا يجد الجيش نفسه في مخاطر وليس له من ظهير يدعمه ويسانده؟.