توظيفُ التراث وحوارُ الفنونpdf في مسرحيات عز الدين جلاوجي.

Abstract

يعد المسرح نافذة يطل من خلالها الإنسانُ على عوالم حياتية وأكوانٍ معيشة رحبة، لقد كان سيّدَ الفنون الإنسانية منذ آلاف السنين، رافق مسيرةَ الإنسان، وكان معبرَه الفني إلى جوانب أخرى خفية من واقعه، ونقَل مشاعرَه، وعبّر عن رغباته، وصوّر بطولاتهِ، وعكس كثيرا من استعلائه على صغائر الحياة الطارئة، إذ احتفى الإغريقُ القدامى بالمسرح فمنحوه كلّ طاقاتهم الإبداعية تأليفا وتمثيلا، واحتفى المسرح بمآثرهم وخوارقهم فمنحهم كل سحره ودهشته تصويرا وتجميلا،وراح هذا المسرح يتطور عبر العصور، ومن جيل إلى جيل، فهيئت له كل طاقات الإنسان المبدع الفنان، نصًّا وأداءً، فزاد إلمامه بعوالم الإنسان وأحلامه وفنه، وظل فيه التأليف يأخذ أشكال نقل الواقع والخروج بها إلى آفاق الركح وعوالم التمثيل والأداء، لتكون دهشة الفرجة عالما آخر لا يقل إدهاشا واشتهاءً.

إذا كان المؤلفون المسرحيون قد ظلوا لقرون من الزمن يكتبون نصوصهم وفق خصائص الكتابة المسرحية وجمالياتها ويحافظون على أبجديات النص المسرحي ومبادئه، حريصين على قواعده، فإن هناك حركات تجريب في مجال الكتابة المسرحية قد اجتاحت هذا النص ويلاحظ ذلك من خلال كثير من النصوص المسرحية الغربية والعربية، وما « طرأ من تجديد على التأليف المسرحي، خرج المؤلفون معه على كثير من المبادئ مستجيبين لطبيعة المسرح من ناحية، ولتأثر التأليف المسرحي بنظريات خاصة في الأدب والفن من ناحية أخرى»(1).