بواعث الشعر في "ديوان اللصوص في العصرين الجاهلي والإسلامي" لمحمد نبيل طريفي _دراسة نفسية _

Abstract

هذه دراسة لشعر اللصوص من زاوية نفسية، وقفنا فيها على أهمِّ البواعث والدّوافع التي ساهمت في إنتاج شعر هذه الطائفة، والتي استنبطناها من خلال استقراءنا لأشعارهم. كما عرّجنا على أبرز الحيل الدّفاعية النفسية التي تسلّح بها الشاعر اللص ليحافظَ على استقراره النّفسي ويتخلّصَ من انفعالاته وأزماته النفسية، التي لازمته طيلة سعيه نحو إثبات ذاته، والمنجرّةِ عما كان يعانيه من خوفٍ وقلق ورغبة في تحقيق طموحاتٍ لا تَلقى استجابة من مجتمعه. محاولين بذلك الإجابة على الإشكالية التالية: كيف طفت البواعث النفسية في أشعار لصوص الجاهلية والإسلام من خلال ديوان اللصوص؟ وكيف أثرت في إنتاجهم الشعري؟ ثم ما هي السمات التي تميّز بها شعرُ هذه الطائفة عن باقي أشعار العرب؟ وقد انطلقنا من فرضية أنّ: منهج التحليل النفسي هو خير منهج لدراسة شعر اللصوص بحيث يمكننا من الغوص في حياتهم النفسية وذلك من خلال ما يظهر في إبداعاتهم من مظاهر القلق والخوف. أما عن المنهجية المعتمدة في البحث؛ فقد حاولنا استقراء أشعار اللصوص وتحديد الظواهر النفسية (البواعث، الدوافع والحيل النفسية) التي توافرت فيها بشكل بارز. ثم قدّمنا لكل ظاهرة منها بمقدّمة نظرية تظمّ مجموعة من التعريفات أو التصنيفات، حسب ما يقتضيه المبحث. بعد ذلك مباشرة، قمنا بإسقاط كل ظاهرة على أشعار اللصوص؛ بحيث نمثّل لكل منها بمجموعة من الشواهد الشعرية التي نقوم فيما بعد بتحليلها. لنصل في نهاية عملنا هذا إلى جملة من النتائج منها: 1. أنّ الشعراء اللصوص وجدوا في الشعر _كما في التلصّص_ متنفسا حاولوا من خلاله سدّ شعورهم بالنقص والتخفيف من حدّة أزماتهم النّفسية. 2. أنّ شعر اللصوص كان خير مدونة لتطبيق آليات منهج التحليل النفسي؛ كونه يمثل عصارة التجارب الشعورية لأولئك الشعراء بما تحويه تجاربهم من انفعالات واضطرابات نفسية حادة. 3. أنّ بواعث السلوك مرهونة بالدوافع وبقابلية التغيير؛ فلو لم يَجد باعثٌ مثل الظلم أو الفقر، في نفوس الشعراء اللصوص إحساسا بالظلم والفقر ودافعية لتغيير واقعهم لما كان لثورتهم _بشقيها الاجتماعي والأدبي_ أن تتم.