المسرحية المكتوبة للأطفال في الجزائر -سلسلة مسرح الفتيان نموذجا دراسة موضوعاتية فنية

Abstract

الملخص: یعد مسرح الطفل من أهم السبل والطرق التي نستطیع أن نلج بها في عقل الطفل ووجدانه, ومن انسب الأشكال الأدبیة في ذلك، لذا فان الكتابة في هذا المجال تعتبر من أصعب المهام , لان الأدیب یراعي فیها كثیرا من الشروط والمعاییر لكي یحقق التواصل مع هذه الفئة بل التأثیر فیه بالوعظ والإصلاح وتسویة السلوك. ظل الأدباء الجزائریون یطمحون إلى هذا الهدف خاصة في فترات الاستعمار الفرنسي الذي دام قرن وثلاثون سنة یركز على هدم الجیل الصاعد.راح الأدباء یركزون على مواضیع بارزة لبناء ذاك الجیل من جدید لأنه یمثل جزائر الغد. فمن أهم الموضوعات التي كانت تدور في فلكها النصوص المسرحیة الموجهة للأطفال في الجزائر نجد: الموضوعات التاریخیة إذ یرجع كاتبها إلى التاریخ الإسلامي والعربي والجزائري لیستقي منه قصة یصغها في قالب فني ویقدمها للأطفال قصد الاعتزاز بالأمجاد والاقتداء بهم،مثل ما فعل"محمد الصالح رمضان"في مسرحیته "الناشئة المهاجرة". كما نجد الموضوعات الدینیة هي الأخرى یطرقها الأدباء و الكتاب في هذا المجال اذ تعد المسرحیة المذكورة آنفا تعالج موضوعا دینیا وهو هجرة المصطفى (صلى الله علیه وسلم)وكیف ضحى ومن معه من كبار و صغار بأرواحهم في سبیل اكتمال الرسالة. فالموضوعات الاجتماعیة من أهم الموضوعات التي كانت تطرح في تلك الفترة إذ یهدف بها الكتاب إلى معالجة المشاكل والحل الأمثل لها ,وفعلها "احمد بودشیشة"والتي كانت موضوعاتها مدرسیة تعالج مشكلة إهمال التلمیذ لأدواته,أراد الكاتب بها التنبیه لمثل هذه السلوكات وكذا عواقب فاعلها. وآخر موضوع یمكن إدراجه في هدا المجال الموضوعات الفكاهیة التي طغت على مسرح الطفل.حیث یوضفها الكاتب للترفیه والتسلیة من مشاكل المستعمر وكذلك من ضغوطات الدراسة, لكنه یرمي وراءها دوما لموضوع آخر قد یكون تربیة واصطلاحا...الغ. فهذه النصوص الخمسة ح وتها" سلسلة مسرح الفتیان"تمیزت ببناء فني رقي رغم انها في بدایات الكتابة والتألیف المسرحي التوجه للأطفال في الجزائر,في فترة كتابتها أي فترة قبل وبعد الثورة. فالشخصیة بها تمتاز بالخفة والعظمة فهي قویة صادقة ساهمت في رسم الموضوع في ذهن الطفل بكل أبعاده.تصاعدت بالصراع إلى التزام ثم رجعت إلى حل القضیة تسلسل ودقة . كما نجدها في مسرحیة الناشئة المهاجرة ذات الشخصیات القلیلة لكنها عظیمة بعظمة الموقف التي تعالجه .أما الحوار فكان سریع و قصیر یكشف عن أفكار الشخصیة إذ یعكس سن المتلقي الصغیر الذي لا یتحمل الحوارات الطویلة وقد نجح الكتاب في ذلك .ولا یمكننا أن نغفل اللغة التي هي من أهم عناصر النص المسرحي ،حیث جاءت سهلة وبسیطة تعبر عن ایدیولوجیة الشخصیة في مستوى فهم الطفل وإدراكه .أم الصراع فكان هو الأخر دعامة للنص حیث ساعد على تنامي الأحداث بكل شوق واستفزاز تأثیر من بدایة العمل إلى نهایته ،واضحة الأطراف لا تجهد الطفل في البحث عنها ،خفیفة تتخلل كل المشاهد.الحدث نشیط بین العناصر ،متسلسل ذا مغزى واحد ،حقیقي ،واقعي لم یشرد إلى خارج ما یتوقعه الطفل ن سواء الحدث الرئیسي أم الأحداث الفرعیة المساعدة له .فالأزمنة في المسرحیات الخمسة دقیقة موحیة متنوعة مابین الساعات والأیام والشهور والسنین ،هذا یدفع الملل عن الطفل .وامتداده دلالة على عظمة الموضوع وعمق القضیة ،فالأفعال تراوحت بین الماضي والحاضر والمستقبل .أما الأماكن فهي بین العامة والخاصة ،ومعظم عناوین الفصول أسماء أماكن .هذا ما تحمله المسرحیة المكتوبة للأطفال في الجزائر والتي اخترنا لها مسرحیات سلسلة مسرح الفتیان لتعبر عن موضوع لذاتها وكذا عناصرها الفنیة .