التفرد الفني في بناء قصيدة المدح النبوي عند الجزائريين (قراءة في التسخير الفني والجمالي)

Abstract

حين يتعلق الأمر مع الشاعر وهو يستحضر أدواته الفنية لصوغ الخطاب المدحي بحضرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فإنه يقف مليًّا متأملا متدبرا، معاودا النظر في تلك الأدوات، متسائلا في حيرة ما إن كانت تحقق له ذلك المبتغى في إظهار الحقيقة المحمدية التي شاء لها الله وحباها بالحكمة الربانية الإعجازية التي أردته منفردا عن الظاهرة البشرية متفردا مصرحة بوحيها في قوله:﴿وإنّك لعلى خلق عظيم﴾[1]، وذاك ما يتطلب تسخيرا فنيا يحاول الكشف عن صفات الرسول صلى الله عليه وسلم بحلة جمالية. ولم يكن الشاعر الجزائري بعيدا عن هذا الصنيع لمَّا عبّر عن حبّه للرسول صلى الله عليه وسلم، وعن عظمته بطرق فنيات رائعات بينت قدرته في تسخير فنه لمدحه وتبجيله، وفي نصنا هذا وقفة نكشف من خلالها عن جمالية المدحة النبوية عند الجزائريين في شكلها ومضمونها مجسدين روعتها في نماذج. وخطتنا لها أهدافتمثلت في محاولة إبراز الظاهرة المحمدية في المدحة النبوية الجزائرية، ومن هم أهم شعرائها الذين ولعوا بحب النبي، ثم الكشف عن أسرار التفرد الفني من خلال تسخيره الفني وإبراز الخصائص الفنية في شكلا ومضمونا مستعينين بالمدونة المدحية النبوية لشعراء الجزائر.