المناخ التنظيمي للمؤسسة التربوية ودوره في تفكك الهوية المهنية لأساتذة التعليم الثانوي

Abstract

شهدت المؤسّسات التربوية في مختلف م ا رحلها التعليمية في الوطن العربي منذ سنة 1990 ديناميكيّة جديدة في مستوى تشريعاتها القانونية وفي مكوّناتها وأساليب اشتغالها وتنظيمها، وفي مناهجها ومقارباتها البيداغوجية ومضامينها التّعليميّة. ومثلت مختلف الظّواهر الاجتماعية والمهنية الملازمة لهذا التغيير (تفاعل، تواصل اجتماعي ومهني...) المسالك التي أصبحت يتشكل من خلالها الفعل التربوي والتي جري فيها التّأثير والتحول المهني والاجتماعي لدى مختلف الفاعلين الاجتماعيين الذين ينتمون إلى هذه المؤسسة. ولكل نشاط مهني أو وظيفي في المدرسة ضغوطاته الخاصة المتصلة بخصائصه وبدوره في هذه المؤسّسة. وعندما تكون هذه الضّغوطات معروفة أو متوقعة من قبل العاملين تكون تأثي ا رتها على نفسيتهم محدودة نسبيا، ولكن عندما يسود المناخ التنظيمي حالة من الغموض والتحول المفاجئ أوالتردي في بيئة العمل وشروطه المادية والمعنوية، وعندما تكثر فيه المخاطر والمشاكل، فإنّ طاقة هؤلاء الأف ا رد على تحمل هذه الضغوطات من الناحية النفسية سوف تتقلص وتكون النتيجة المؤكدة لهذا المناخ التنظيمي الشعور بعدم الرضى الوظيفي والتوتر النفسي وعدم الاندماج الاجتماعي والمهني في المؤسسة. لهذا، فإنّ الثقافة التنظيمية المدرسية الجديدة ومختلف أبعادها الاجتماعية والمهنية وقيمها تمثل إحدى المداخل الرئيسة التي يمكن الانطلاق منها لتحليل وضعية المدرسين وٕاد ا رك مشاكلهم الاجتماعية والمهنية خاصة في ظل حالة الص ا رع القيمي الذي يتميز به المشهد التربوي والتعليمي اليوم.