الرؤية المركزية دراسة مقارنة في أنساق الخطابات الرحلية العربية والغربية

Abstract

تقترح هذه الدراسة مقاربة ظاهرة التمركز في أدب الرحلة العربي والأجنبي، أو بالأحرى الغربي، هدفا رئيسيا. وللتوصل لهذا الهدف تبنت منهجية وصفية مقارنة للمقاربة. مما يؤدي إلى توزيع العمل حسب الخطة التالية: بابان رئيسيان يسبقهما تمهيد ويليهما فصل ختامي. تمثل الهدف المتعلق بالباب الأول في تحديد الجهاز المفاهيمي المرتبط بالرؤية المركزية، فأخذ طابع البعد الوصفي التعريفي. يهدف من خلاله للتأسيس للمقاولات الملاحظة من خلال المدونة الرحلية المختارة. يجدر بالذكر أن هذا الباب يستثمر النظريات المتعلقة بالنقد الأدبي وبتحليل الخطاب، انطلاقا من كون الرؤية التي يصدر عنها الرحالة تعتبر محصلة لعدة أبعاد ثقافية وأدبية واجتماعية دينية. من هذا المنظور فقد تم تقسيم الباب الأول إلى خمسة فصول: الفصل الأول يلقي الضوء على المفاهيم والقيم المتعلقة بالرحلة في بعدها الإنساني. نتج عن هذه القيم جملة من الاعتبارات والمقولات المستندة لجهاز من المفاهيم المتعلقة بالرؤى نحو "الأنا" والعالم و"الآخر". الفصل الثاني يستهدف دراسة المقولات التنظيرية للتمركز: مظاهره وقيمه، من خلال المدونة الرحلية. الفصل الثالث يستثمر النظريات السردية لدراسة تمثلات السرد الرحلي: بنياته و مكانة السارد والمسرود له والفضاء والشخصيات وكذا شخصنة فضاء "الغيرية". شكل الوصف موضوع الفصل الرابع. فقد تم اقتراح تحليل للوصف في محكيات الرحلة من خلال المفاهيم المتعلقة بالصورة والتصور والتخيل وأنواع الصور المتضمنة في المدونة الرحلية والقيم السيميائية للوصف، والصور الناجمة عن تأثير الرؤى المركزية الخاصة باكتشاف الفضاءات الغيرية. في الفصل الأخير تم التطرق لمقاربة الخطاب الرحلي باستثمار الأدوات التي توفرها مباحث تحليل الخطاب. تهدف هذه المقاربة لتبين معالم البعد التواصلي للمدونة الرحلية. يقترح الباب الثاني من هذه الدراسة أدوات إجرائية لمقاربة الرؤية المركزية في أدب الرحلة. وقد اقتصرت الدراسة في هذا الباب على ثلاث أدوات على قدر من الأهمية. ا) الأسلوبية الإحصائية النصية: تهدف إلى تحليل المعطيات المدونة الرحلية، في حالة هذه الدراسة تم الاكتفاء بالمؤشرات النحوية التركيبية المحيلة على الفاعلين: السارد ومحيطه مقابل "الاخر" وفضائه. مكتن هذه المقاربة الإحصائية من تسليط الضوء على ميول تمركزية في المدونة الرحلية وخطابها. ب) المسافة: تتيح المسافة عبر بعدها المجازي المجال واسعا لفاعلية الاعتبارات التي يحملها السارد الرحالة عن فضاء "الغير" المرتحل إليه. ت) الفانتاستيك: يقحم الفانتاستيك عبر قيمته السيميائية تمظهرات رؤية العالم التي يحملها الرحالة في رحلاته، وعن الفضاء وكذا عن التجربة الرحلية في حد ذاتها. هذه الرؤى التي لا تعتبر سوى تمظهرات للرؤية المركزية في أبعاد خطابية.