حوارية المشاهد في مسرحية "النخلة وسلطان المدينة " لعز الدين جلاوجي

Abstract

لاشك في أنّ تداخل وتفاعل الكتابة المسرحية مع مختلف الفنون يجعل النص المسرحي مفتوحا على عديد الأسئلة، ليس فقط على مستوى تفاعله مع نصوص أخرى؛ وإنّما أيضا من خلال الحوارية التي يقيمها مع خطابات متنوعة، ولاسيّما البصرية منها. من هذا المنظور، ألفينا نص "النخلة وسلطان المدينة"[i]لعز الدين جلاوجي مفتوحا على الرسم والسينما، وبالأخص حينيجنح إلى استثمار بنية اللوحة/المشهد لتجسيد خمسة عشرة حركة متصاعدة خطيّا، ولكنّها في الوقت نفسه منتهكة بالاستباقات والبياضات. "هكذا، يقدم التداخل شبكة شاملة، ولا يكتفي بالتوقف عند لحظة واحدة أو مجموعة لحظات. هذه الشبكة، هي الانتقال بالصورة من كونها إطارا إلى التكون كحقل للفعل، إنّها ليست علاقات الكلمات في النص، بل هي الكلمات حين تفتح حدودها. تمتد الكلمة، ولا تصبح حدا. الانتقال من الصورة في احتمالاتها المتعددة إلى بناء لوحة التداخل."[ii] وعلى هذا الأساس، يتداخل المشهد اللاحق بالمشهد السابق، والعكس؛ فيصبح المتلقي أمام شبكة من اللوحات (خمسة عشرة لوحة) المتنوعة المنظورات والأصوات. وفي هذا السياق، يتكشف أيضا التواشج بين اللقطة والصورة؛ من خلال تقنيتي القطع والتركيب، إذ تتوالد باستمرار صور تتحوّل بحسب تشكيل اللقطات، وما يرتبط بها من مسافة وإضاءة وإيقاع وحركية اللغة ووضعية وجهة النظر التي تؤطر اللوحة/المشهد. ومن هذه الزاوية، سنشتغل على اللوحات التي تتكون منها المسرحية ليس على أنّها بنى صغرى متناثرة ومتنافرة؛ وإنّما بوصفها بنى جزئية مرتبطة ببنية كبرى، هي النص المسرحي المفتوح على تنويعات خطابيالرسم والسينما. ويزداد هذا الانفتاح رحابة حين توغل المسرحية في الرمزية رغم ما يطالها من نتوءات والتباسات ومباشرة تكاد تفكك البنية الرمزية للنص المسرحي. وحتى لا نضيّع وشائج الحوارية بين هذا النص والفنون الأخرى، سنتأمل البنية المشهدية وما يمكن أن تنتجه عملية التلقي من دلالات ممكنة.