تفاعل التاريخي مع المسرحي في مسرحية "ديوان الزنج" لعز الدين المدني

Abstract

لمّا كان النص المسرحي جمّاعا لشتّى أشكال الفنون، فإنّنا قد وجدنا فيه استئناسه بالاقتراض من مختلف ضروب الخطابات الأدبيّة، نحو الشعر، وغير الأدبيّة، نحو الخطاب الديني والخطاب الصوفي والتاريخي والأسطوري، وسائر الفنون الأخرى خاصّة فنون الفرجة والتراث والشعر والغناء والرسم وغيرها من الفنون. وقد وجدنا في هذا الاقتراض سبيلا لإغناء العالم المسرحي وتنويع بنياته، بيانا لمدى قدرة هذا الخطاب المسرحي على احتواء غيره من الخطابات الأدبية والغير الأدبيّة ومختلف الفنون على حدّ السواء.

وفي هذا الإطار سنحاول في هذه الورقة البحثيّة الموسومة بـ"تفاعل التاريخي مع المسرحي في مسرحية "ديوان الزنج" لعز الدين المدني" بيان قدرة النص المسرحي الحديث على احتواء نص آخر تمّ استدعاؤه في إطار التفاعل النصّي هو النصّ التاريخي .

وقد جاء هذا البحث ليقدّم مسرحية " ديوان الزنج"[i] كنموذج مسرحي تجلّت في خطابه ظاهرة تفاعل النص المسرحي مع خطاب آخر هو الخطاب التاريخي. وستدور محاور بحثنا حول التفاعل النصّي (دراسة في المفهوم)، ومظاهر التفاعل بين الخطاب المسرحي وسائر الفنون الأخرى وأوجه الاستفادة منها، خاصّة فنون الفرجة والتراث والشعر والغناء والرسم وغيرها من الفنون، موجّهين اهتمامنا صوب التحاور بين المسرحي والتاريخي من خلال مؤلّف "ديوان الزنج" بما هو نموذج التمسنا فيه استعانة صاحبه بالنص بأحداث ثورة الزنج التاريخيّة في بناء نسيجه النصّي.

اعتبارا أنّ تفاعل (interactionا) التاريخ مع المسرح وامتزاج الفنون ميسما تمتاز به مسرحية ديوان الزنج. وعلى هذا الأساس سنلج هذا النص المسرحي للدراسة والنظر متخذين هذا التفاعل منطلقا في الدراسة لنبني من خلاله غايتنا في هذه الورقة العلميّة التي ستتجه نحو رصد ذلك التفاعل والتعالق بين الأجناس الأدبيّة

والفنون المسرح والتاريخ. فأين يتجلّى تفاعل التاريخ مع المسرح في هذه المسرحيّة؟