مسرح ما بعد الدراما: إشكالاته وارتباطاته وتحققاته الدرامية في المسرح المغربي

Abstract

يعتبر الحديث عن علائق المسرح العربي والمغاربي عامة والمغربي ضمنه، بما يسميه البعض بـ (البعبع) أي العولمة، حديثا يرتبط أكثر بمصير المسـرح في عالم اليوم. وليست إشكالية المسرح المغربي وعلائقه وارتباطاته وإشكالاته بالعولمة، إلا جزءا من أسئلة إشكالية كبرى، تؤرق مسار المسرح العربي في الألفية الثالثة، كما تؤرق بال العديد من الباحثين والدارسين الغربيين فيما يخص نقاشاتهم حول الكتابة المسرحية وجدلية الفنون وتقاطعاتها في مجالي الحداثة وما بعد الحداثة، بعد نهاية أسئلة الدراماتورجية الكلاسيكية، وتعاليم الدراماتورجية الحديثة، ومن ثم ميلاد السؤال الجديد أو البحث عن البديل أو الاتجاه نحو دراماتورجية بديلة وجديدة.

مع بزوغ القرن العشرين، ظهرت تحولات عديدة في المسرح؛ تحولات في فرجته وفي ماهيته وتحققاته، وقد كان من ورائها تحولات أخرى على مستوى رؤية العالم، ومن ثم، تغيير معالمه على مدار قرن من الزمن؛ قرن عرف أشد الثورات: من الثورة الصناعية إلى الثورة (الدوت كوم) أو ثورة (الديجيتال) التي حملتها (عولمة) العالم، وجعلت ثقافة العديد من الشعوب بالمأزق؛ ثورات قرن من الزمن، تحولت فيها الممارسة الدرامية، وغيرها من الأنساق العلمية، والتصورات الفلسفية، من الحداثة إلى إعلان فجر ما بعد الحداثة، معلنة القطيعة والتجاوز في كل مرة، كل ذلك وسط رياح (الموندياليشن)،

Précédent