سياسات تعزيز التعايش السلمي والاندماج في المناطق المحررة من تنظيم داعش

Abstract

شهد العراق ما بعد 2003م ما لم يشهد بلدا اخر من قبل من تنامي كبير وبروز خطير لموجات ارهابية متعددة الافكار والمسميات ، دون ان تقتصر على رقعة جغرافية محددة او مكون واحد معين ، إذ انطلقت تلك الموجات بصورة متنامية خلال فترتين حاسمتين بتاريخ العراق الاولى (2006-2007 ) ، الثانية (2014م) ، وما نتج عنها من حالة للتخندق وتراجع لقيم الانسجام الاجتماعي ، والذي القى بظلاله سلبا على سبل الاندماج والتعايش السلمي . ومن هنا تنطلق اهمية بحثنا هذا في تقديم علاجات واجابات شافية لسؤال الاندماج والتعايش السلمي في العراق ، وانطلاقا من المناطق المحررة من سيطرة الارهاب ، عبر بلورة السياسات العامة على النحو الامثل والاكمل في تعزيز فرص الاندماج الوطني والمجتمعي ، والتي من الممكن ان تسهم في خلق هوية عراقية تتجاوز سلبيات الماضي ، وتعزز من فرص التعايش السلمي الحقيقي في العراق ، خصوصا ان العراق يمر بمرحلة تاريخية حاسمة تطلب تكاتف الجميع افرادا ومجتمع وسياسات في سبيل انضاج تلك الفكرة ونتيجة للمتغيرات والاحداث المتسارعة والتحولات الاجتماعية والسياسية في العراق خصوصا والمنطقة العربية عموما والتي اشاعت افكارا متطرفة ادت الى ظهور خطر الارهاب بصوره المتعددة والذي بدوره هدد السلم والامن المجتمعي لأبناء الوطن الواحد خصوصا بعد احداث حزيران 2014 وما تلاه من احداث وسيطرة داعش الارهابي على اجزاء واسعة من العراق ، ما اثر وبشكل كبير على اوضاع الحياة والتعايش داخل تلك المدن وخلق جواً من الاضطراب والفوضى وانعدام الثقة بين مكونات المجتمع مما الحق اضراراً بالغة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وقد لانبالغ اذا قلنا انه لم يشهد العراق لها مثيلاً وهو ما قوض ثوابت العيش السلمي بين ابناء المجتمع .