دور الاتصال داخل الأسرة في بناء الجلد النفسي عند الطفل

Abstract

يركز علماء النفس النمو على سيكولوجية العلاقات الأسرية و يعتبرونها ذات أهمية في حياة في الفرد و المجتمع ، و ترجع أهميتها إلى كون كل فرد كعنصر اسري يحمل مجموعة من الخبرات العامة و الخاصة و التي ينقلها في معايشته للأخر داخل الأسرة الواحدة ، و لهذا فان الدراسة السيكولوجية للعلاقات الأسرية ارتبطت في بعدها العلمي بالنظام الأسري القائم و كيفية تعاطي الخبرات من حيث التفاعل و التبادل حسب كل وحدة أسرية و ما تحمله من ثقافة القيم و العادات في ضوء الدين و المجتمع و تأثيرها على كل مراحل النمو التالية من حياة الطفل ، فمن منظور علماء التحليل النفسي للنمو فالطفل ملزم بان يعيش بؤرات نفسية وصراعات علائقية مختلفة من اجل الوصول للنمو النفسي والعاطفي الليبيدي السوي ، ومن أجل هُوية سوية لراشد يتمتع بنضج بيولوجي و نفسي معرفي جنسي عاطفي تستلزم حياة الطفل الأولى الكثير من التفهم و الاحتواء الأسري والمتابعة النفسية الجسدية و ايجابية التواصل الأسري ، فالمساهمة الايجابية التي يقدمها تفاعل العلاقة أم _ طفل / أب_ طفل في المراحل النمائية الأولية قاعدة جيدة للامان ينتج عنها تطور وظيفي للنمو المعرفي و العاطفي و حتى الدفاعي ما يكون لديه حسب روتر صفة " الجلد النفسي " كرد فعل تكيفي للوضعيات المجهدة أو صد دفاعي لمحن صادمة قد يتعرض لها الطفل لاحقا . كما يعرفها بوريس سيرلنيك على أنها : قدرة الطفل على التطور بايجابية من خلال قدرته على الاستثمار الأبوي الجيد في ظل نموذج الأسرة المتفاعلة التي تشبع حاجياته في الشعور بالأمن و الانتماء و التوافق و تقدير الذات . و هذه الدراسة الميدانية محاولة منا للوقوف على الأثر الايجابي للتواصل الأسري و دوره في إكساب الطفل بروفيل جَلَّد وشخصية صلبة ضد الصدمات العارضة .