الأسرة وعوامل نجاحها

Abstract

الأسرة ظاهرة عامة في كل المجتمعات الإنسانية, فليس هناك أسرة بلا مجتمع، ولا مجتمع بدون أسرة، فهي عماده, وهي البوتقة التي تحيط بالفرد منذ ميلاده لتزوده بالقيم والمبادئ التي تساعده على التكيف مع المجتمع به. وهي الوسط الذي اصطلح عليه المجتمع لتحقيق غرائز الإنسان ودوافعه الطبيعة والاجتماعية, وذلك مثل حب الحياة, بقاء النوع, تحقيق الغاية من وجودها والعواطف والانفعالات الاجتماعية مثل عواطف الأبوة والأمومة والإخوة, وهذه, كلها عبارة عن قوالب ومصطلحات يحددها المجتمع للأفراد ويستهدف من وراءها الحرص على الوجود الاجتماعي وتحقيق الغاية من الاجتماع الإنساني. أن الأسرة تعتبر أكبر من كونها مجرد وسيلة لتحديد النسل وتربية الأبناء وأعدادهم للقيام بدورهم في الحياة الاجتماعية فهي كجماعة وظيفية تزود أعضائها بكثير من الاشباعات الأساسية، كما تعتبر أهمية كبرى في النمو الانفعالي للفرد, وتوفر له شعورا بالأمن الاقتصادي, إن هذه المقومات التي تتمتع بها الأسرة تساعدها على تأدية أدوارها على الشكل الذي رسمه لها المجتمع. على اعتبار ما قيل فإن الأسرة كجماعة وظيفية تحتاج إلى عوامل و ظروف تمهد لها القيام بمسؤولياتها دون حدوث أي خلل أو اضطراب . على هذا الأساس سنحاول في هذه المداخلة الوقوف عند جملة من العوامل التي من شأنها أن تساعد الأسرة على أداء وظائفها وواجباتها على أكمل وجه .