اهمية الوعي الاسري في ظل المكتسبات الحضارية بمدينة الاغواط

Abstract

الاتصال بين الافراد عملية اساسية اذ يساهم في نقل وتبادل الخبرات والمعلومات والأفكار بل الاكثر من ذلك يظل الاتصال بمثابة الالية التي من خلالها يتم نقل التراث الفكري والثقافي ويساهم بطريقة مباشرة في ادراكنا لبيئتنا الاجتماعية . من زاوية اخرى يعتبر علماء التربية وعلماء النفس والاجتماع ان عملية الاتصال عملية تقوم على توطيد العلاقات الاجتماعية بين الافراد والمؤسسات والنظم لأنها تعمل على احداث التفاعل الاجتماعي بين عناصر هذه العملية من مرسل الى مستقبل ومع امكانية تبادل الادوار والاتجاهات والخبرات . فإذا كان الفرد هو المحرك الرئيسي للاتصال ويلعب في ذلك دور المحور الرئيسي للعمليات الاتصالية فمعنى ذلك انه يوثق العلاقات بين الافراد والأفكار ومجالات الحياة الاجتماعية والتربوية المتنوعة . ومهما اختلفت التعاريف إلا ان الاتصال يبقى عملية اساسية بين الافراد هدفها التواصل والتفاهم والإحساس مما يجعل التأثير والتأثر ممكنا ومطبقا فالاتصال كما يعرفه " تشارلز كولي" : { هو الميكانيزوم الذي من خلاله توجد العلاقات الانسانية وتنمو وتتطور الرموز العقلية بواسطة وسائل نشر هذه الرموز عبر المكان واستمرارها عبر الزمان}(1) . اذن نستخلص من هذا التعريف ان الاتصال يظل المحور الرئيسي الذي يحدث التفاعل الاجتماعي ويستخدمه الناس لبناء معاني تشكل في عقولهم صورا ذهنية للبيئة المحيطية بهم وبالتالي لا يمكن الاستغناء عن الاتصال مادام انه يعمل على تبادل هذه الصور الذهنية عن طريق الرموز والكلمات والإشارات داخل اطار السياق الذي يحدث فيه التفاعل الاجتماعي. فالتمعن للصيرورة التاريخية للمجتمعات البشرية منذ نشأتها الاولى وعلى مر العصور يدرك تماما ان تطور لغة الاتصال ووسائله وأنواعه اثر بالغ الاهمية في تبنيه ركيزة الحياة حول توطيد العلاقات الانسانية ومن خلاله ايضا يتم احداث اي تغيير مرغوب فيه وقد نلاحظ هذا جليا في المجتمعات الحديثة من خلال تطور المكتسبات الحضارية والثقافية والاقتصادية حتى اصبحنا نمثل الاتصال بالجهاز العصبي الذي يعمل على تماسك الاجزاء وتكاملها عبر مختلف القنوات الاعلامية والأجهزة الالكترونية والأقمار الصناعية والوسائل العلمية الجد متطورة . لكن مهما يكن فان الاتصال يعتمد على الافراد والمؤسسات الاجتماعية المختلفة منها الاسرة والمدرسة ووسائل الاعلام والاتصال والمسجد وغيرها لأنها احدى التنظيمات التي تؤثر وتتأثر بالمجتمع وقد نقول بان هذه المؤسسات ومن بينها الاسرة وأهمها في هذا النطاق بمثابة المجال الذي يلتقي بداخله الاعضاء ويتلقون مبادئ ودروس الحياة الاجتماعية من خلال عملية التنشئة الاجتماعية الاسرية . هذه العملية التي تعتمد اساسا على الاتصال وهدفها الاساسي وهو تكيف الافراد مع البيئة الاجتماعية المحيطة بهم بمختلف توجهاتها وأنظمتها . فالأسرة هي المؤسسة الوحيدة المعنية بالتنشئة الاسرية والتي تعمل باستمرار على تدعيم العملية التربوية والتثقيفية هذه الممارسة الوظيفية لا يمكن للأسرة القيام بها مالم توظف امكانيات الطفل بيولوجيا ونفسيا وعقليا واجتماعيا لكي يتمكن النمو من التحقيق . فنجاح النمو والتنشئة الاسرية اذن يتوقف على دور الاسرة ووظائفها الاساسية ولكي تكون هذه الوظائف ناجحة فلابد للوالدين خاصة و الاخوة الكبار فيها من ان يكونوا قد نالوا خطا وافرا من التربية الاسرية القاعدية الجيدة ايضا يكون فيها الاتصال والتواصل السمة الحيوية للتفاعل بين الاجيال . فالاتصال وجودة الحياة الاسرية ضرورة اجتماعية هامة خاصة في الظروف الراهنة نظرا لتطور المجتمعات من جهة وتطور آليات الاتصال وفنونه والتزاماته من جهة ثانية وهو الشيئ الذي يزيد من مسؤولية الاسرة وأهميتها المستقبلية قصد تحقيق حياة اسرية مثالية قائمة على الاستقرار الاسري ، وبناء شخصية سوية لأعضائها وعلاقات منسجمة تساعد على التفاعل الاجتماعي بين أبنية المجتمع المختلفة .