التماسك الأسري...تعريفه و عوامل تحققه

Abstract

تعتبر الأسرة الخلية الأساسية في بناء المجتمع، كما تعتبر أهم مؤسسة اجتماعية توكل إليها مهمة التنشئة الاجتماعية لما لها من أهمية كبرى، في ذلك يقول محمد علي حسن: " تستمد الأسرة أهميتها و خطورتها من حيث أنها البيئة الاجتماعية الأولى بل و الوحيدة التي تستقبل الإنسان منذ ولادته و تستمر معه مدة طويلة منة حياته و تشكل قدراته المختلفة و استعداداته المتباينة، و أيضا تعاصر انتقاله من مرحلة إلى أخرى، ففيها يمارس الفرد أولى علاقته الإنسانية فهي بذلك المجتمع الإنساني الأول" ( محمد علي حسن، 1970، 140 ). كما تعتبر أول و أهم النظم الاجتماعية التي أنشأها الإنسان لتنظيم حياته في الجماعة باعتباره المؤسسة التي ينتمي إليها الفرد، تصنع الجذور الأولى لشخصيته و خبراته التي تستمر طوال حياته، كما أن أي تغيير يحدث في النظام الأسري لابد أن ينعكس بدوره على النظم الاجتماعية الأخرى، كما تستجيب الأسرة للتغيرات التي تحدث في المجتمع و بالتالي تتأثر الأسرة بتلك النظم الاجتماعية السائدة في المجتمع و تأثر فيها، فالأسرة: "هي العمود الفقري للنسق الاجتماعي و الخلية الأساسية التي يتكون منها جسم المجتمع البشري إذا صلحت صلح المجتمع و إذا فسدت فسد المجتمع كله " ( خيري خليل الجميلي و آخرون، 1997، 5 ). إذا يمكن القول بأن العلاقة بين الأسرة و المجتمع هي علاقة تكاملية تبادلية ( تأثير و تأثر )، و تماسكها بالضرورة يؤدي إلى تماسك المجتمع الذي تنتمي إليه، فالتماسك هو حالة من الارتباط التي تسود العلاقات الزوجية و الأسرية و التي تشمل جميع جوانبها الحياتية، فالتماسك الأسري له أهمية كبيرة في بناء المجتمعات و الحضارات الإنسانية، كما له أثر واضح في تشكيل السلوك الإنساني. و بناءا عل ما تقدم ارتأينا الحديث عن التماسك الأسري من حيث:  تعريف التماسك الأسري.  عوامل تحقق التماسك الأسري. نظرا لأهمية " التماسك الأسري " في بناء المجتمعات، و الحضارات الإنسانية و تشكيل السلوك الإنساني فقد تم الحديث في هذه المداخلة عن التماسك الأسري من حيث: التعريف بالتماسك الأسري و عوامل تحققه.