التواصل الأسري ودوره في تنمية وترسيخ قيم المواطنة؟

Abstract

تتميز الأسرة بشبكة من العلاقات الاجتماعية والتفاعلات، ففيها يتشكل الوجود الاجتماعي للفرد، فهي الوعاء الأول لترسيخ المبادئ والقيم، وفيها ينال الطفل أولى مقوماته الجسمية و الصحية ويتعلم اللغة و الدين، كما يستقي منها العادات و التقاليد السائدة في المجتمع، وتبث فيه قيم التعاون و التضحية و التسامح وتحمل المسوؤلية. إن دورها كبير في ترسيخ مفهوم المواطنة لدى الأبناء من خلال تنمية حسهم الوطني وتوجيههم إلى احترام الأنظمة والقوانين وتوجيه سلوكهم ومراقبتهم في الصغر والكبر، إضافة إلى ذلك يجب على الوالدين أن يكونا قدوة حسنة يقتدي بهما الأبناء في المحافظة على مكتسبات الوطن وتعزيز وتكريس مفهوم المواطنة، ويأتي ذلك من خلال مجموعة من العمليات والأساليب والتي على رأسها عملية التواصل الأسري. فالتواصل بين أفراد الأسرة الصغيرة (أي الزوج والزوجة والأبناء) يكون في الحوار والتشاور والتفاهم والإقناع والاتفاق، تحت مضلة التعاون وتشاطر المسؤوليات للحفاظ على كيان الأسرة والوصول بها إلى بر الأمان، وهذا لا يختلف بالنسبة لأفراد الأسرة بشكلها الواسع (أي أفراد القبيلة أو العائلة من الآباء والأحفاد وأبناء العم) مع التوسع في تلك المقومات، فمتى سادت بينهم روح لغة الحوار والتشاور والتفاهم والاتفاق والإقناع، وطغت عليهم روح المساعدة والتنسيق في توزيع الأدوار والمسؤوليات، والعمل بروح الفريق الواحد، وتأصلت فيهم لغة ومفاهيم واحدة أو متقاربة ومتوافقة غير متضاربة ولا متباينة، والتي تكفل قيام علاقة تبادلية بين الفرد و الدولة في جو من العدالة و المساواة و الحرية. ومنه نحاول في هذه الورقة الإجابة على جملة من الأسئلة تتمحور حول دور المواطنة وما تحمله من قيم في تقوية العلاقة بين الأفراد و الوطن. - ما مفهوم التواصل الأسري؟ ماهي وسائله؟ وأهميته؟ - ما مفهوم قيم المواطنة؟ وما هي تجلياتها؟ - ما علاقة التواصل الأسري بتنمية وترسيخ قيم المواطنة لدى الفرد؟