التصورات الاجتماعية للطلبة الجامعيين حول العلوم الاجتماعية دراسة ميدانية على عينة من الطلبة بجامعة قاصدي مرباح ورقلة .

Abstract

يعيش المجتمع الجزائري على غرار المجتمعات العربية تحولات عميقة على جميع الأصعدة السياسي والثقافي والصناعي والاقتصادي و مما أثر ذلك بشكل واضح على البناء الاجتماعي باختلاف شرائحه ومؤسساته والذي أصبح يدفع ضريبة اللحاق بركب الدول المتقدمة ،إن المتتبع لوسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية تجعله يدرك مدى خطورة و تنوع وتعدد المشكلات الاجتماعية بشكل مقلق من بينها على سبيل المثال مشكلة العنف بشتى أنواعه وأشكاله والتفكك الأسري بمختلف مظاهره كالطلاق بالإضافة إلى تداعي الدور التربوي للأسرة والانحرافات الأخلاقية و مشكلات الشباب كصراع القيم والاغتراب والانحراف والجريمة والمخدرات والسرقة والاحتيال .....وغيرها لذا أصبحت الحاجة ملحة لمحاولة فهم وتحليل وتفسير مايجري داخل المجتمع بغرض تقديم الحلول لمجتمعاتنا التي لاتزال بكرا لأن الملاحظ أن أغلب نتائج البحوث العلمية في مجال العلوم الاجتماعية لا تمت للمجتمع بصلة لأنها تبقى حبيسة المكتبة ولا تستطيع أن تحقق أهدافها في خدمة المجتمع وكذا نسبة خريجي الجامعات سنويا من كلية العلوم الاجتماعية الذي لايتوافق و احتياجات سوق العمل كما ونوعا،هذا بالإضافة إلى القيمة التي يعطيها أفراد المجتمع للطبيب والمهندس على حساب الأخصائي النفساني والاجتماعي بالإضافة إلى الأهمية البالغة التي يوليها الغرب للبحث العلمي عموما بما فيه العلوم الاجتماعية وينفق عليه أموال باهظة في حين لاينال إلا الحظ الضئيل إذ ماتزال نسبة الأمية في الوطن العربي في تزايد مستمر حيث تشير آخر الإحصائيات أن أكثر من 60مليون أمي أي بنسبة 25 بالمائة من السكان ،أن العلوم الاجتماعية في الوطن العربي لاتحض بالكثير من الاهتمام من طرف فئات المجتمع بالإضافة إلى أن فكرة تأسيس علم اجتماع عربي لم تحقق نجاحا بعد أمام تنامي المشكلات الاجتماعية والأخلاقية وصراع القيم وغيرها في حين وقوف أصحاب الاختصاص مكتوفي الأيدي مما يعزز النظرة السلبية أو التصور السلبي للعلوم الاجتماعية والقائمين عليها ، كل هذه المعطيات تعكس اتساع الهوة بين الغرب والعرب في الاهتمام بالعلوم الاجتماعية والذي ينعكس بدوره على تصورات الأفراد لهذه العلوم ومدى نجاعتها في حل مشكلات الإنسانية ومساعدتهم على التوافق مع مستجدات الحياة المعاصرة لان التصورات الاجتماعية تبنى من خلال المعلومات التي يحصل عليها الفرد من محيطه الاجتماعي و كذا تجاربه الشخصية ليكون موقفا تجاه هذه الموضوعات إما بالسلب أو الإيجاب . وفي هذا الصدد نود من خلال ما أسلفنا البحث في تصورات الطلبة الجامعيين للعلوم الاجتماعية من خلال التساؤل التالي:ماهي التصورات الاجتماعية للطلبة الجامعيين حول العلوم الاجتماعية ؟