معوقات الإعتماد على نتائج البحوث النفسية والإجتماعية في إتخاذ القرار ووضع السياسات في الجزائر

Abstract

إن الحديث عن أهمية العلم والبحث العلمي، ودورهما في التنمية والتقدم، حديث قديم يضرب بجذوره في القدم ، وفي نفس الوقت حديث جديد متجدد عبر الزمان والمكان للدرجة التي أصبح من البديهيات التي لا داعي لتكرارها، والتأكيد عليها، وليس أدل على ذلك من أن موقع أي دوله على سلم التقدم والحضارة يقاس بمدى تطورها في هذا المجال . غير أن المطلع على الأدبيات المختلفة التي تطرقت لوضع البحث العلمي بمؤسساته بصفة عامة والبحث النفسي والاجتماعي بصفة خاصة في البلدان العربية، يلاحظ أن هناك ما يشبه القطيعة أو الهوة أو"الفجوة" وإنعدام الصلة بين المؤسسات العلمية والبحثية بمؤسسات المجتمع الإنتاجية والخدماتية من ناحية، وبمؤسسات رسم السياسات العامة، وصنع القرار السياسي من ناحية أخرى. فالقائمين برسم السياسات وصنع القرار والمشتغلين بالبحث النفسي والإجتماعي، يمثل كلاً منهما مجتمع قائم بذاته له ثقافته، واهتماماته، وأولوياته وأساليبه، وطرقه الخاصة في التعامل مع القضايا والمشاكل التي تواجهه، وأن المشتغلين بالبحث العلمي مستغرقون ومهتمون بقضايا العلم في حد ذاته أكثر من إهتمامهم بكيفية إستخدام هذه المعرفة، بعكس السياسيين الذين يركزون على الجانب العملي التطبيقي للمشكلات، لذلك هناك فجوة تفصل بين القائمين بالبحث العلمي والقائمين برسم السياسات العامة وصنع القرار.من هنا تأتي هذه الورقة لتقف على عوائق أو معيقات تطبيق نتائج البحوث النفسية والإجتماعية في رسم السياسات العامة وإتخاذ القرار في الجزائر.وتصنف إلى ثلاث مجموعات