الدور السلبي للإعلام الجزائري في تشكيل مفهوم الديمقراطية.

Abstract

لا غرابة في تشبيه المصطلح بالكائن الحي، من حيث مولده ومنشأه أولا، ثم نموه واكتماله ثانيا أو مختلف التبدلات التي طرأت عليه، وبعدئذ عن ارتحاله وتأرضنه أو حتى تجنسه، وفي النهاية عن موته وأفوله. وربما يعتبر توصيف الأستاذ " إرنست رينان" Ernest Renanأحسن ما قيل في هذا الشأن عندما قرر - على حد نقل عبد الرحمن بدوي - أن " اللغة داخلة في عداد الأشياء الحية أي فيها شيئا من الحياة، وطبيعة الحياة هي التغير المستمر وعدم إمكان التحديد أو الإبقاء على الحدود التي وضعت يوما ما." وإن كان لكل مصطلح تاريخية، فإن أكبر الهفوات هي القفز عليها، والتعامل معه باعتباره أقنوما جاهزا ناجزا متعاليا على التاريخ والإنسان معا. إننا اليوم، وكل الحضارات الإنسانية الراهنة والقديمة دون استثناء. نتنفس ونستنشق الهواء المفاهيمي الإغريقي القديم، مما يجعلنا متأغرقين بالضرورة. فهليّنة كل الحضارات بعد الإسكندر أمر خارج النقاش والنظر أو التشكيك، لأنه مؤكد وحاضر دوما. وإن كان هناك جدل، فإنه يتعلق بنسبة التأغرقوالتهليُن فقط. بمعني أن هناك من الحضارات من تأغرق بنسبة كبيرة، والأخرى بنسبة أقل بسبب البعد الجغرافي أو عدم التزامن التاريخي مع الإغريق. ولئن كان الأستاذ جان بوفري Jean Beaufret قد لاحظ أن التأغرق باد في عالمية لفظة الفلسفة بما هي إنشاء يوناني خالص، إن في المعنى أو في المبنى، من خلال اجتماع كل لغات ثقافات العالم المتحضرة على استعمال كلمة الفلسفة على الرغم من اختلافاتها في بقية التسميات. ففي كل اللغات الفلسفة تسمى الفلسفة، ليس فقط في الإنجليزية أو الألمانية، بل أيضا في الإيطالية والإسبانية، وفي اللغة الروسية والعربية كذلك، وبدون شك فإن اللغة الصينية واليابانية لم تشذ عن تلك التسمية.(1) قلنا، لئن كان "بوفري" يمثل للأغرقة بمثال الفلسفة، فإننا في هذا المقام، نأخذ تمثيلا مغايرا لكنه مجاور وهو مثال الديمقراطية.