الصوتيات العربية بين مواد اللغة العربية واقع تعليمها ومعوقات اكتسابها دراسة استطلاعية

Abstract

جاء مصطلح التعليمية اللغوية Didactique des langues في مكان الاصطلاح الذي كان شائعا قبل سنة: 1950 (اللسانيات التعليمية) وكان أوّل من أطلق المصطلح البديل؛ اللغوي فرانسوكلوسيت François Closset في مؤلفه [تعليمية اللغات الحية]1 من ثمّة أخذ المصطلح في التسرّب والاتساع إلى أن تجذر وشاع بداية من السبعينات. وترسخ استعماله في جملة من البحوث والدراسات التي قُدمت في الثمنينات. يقول جورج مونان تعريفه:«التعليمية مصطلح حديث جدا يكون في أكثر احتمالاته منسوخا عن الألمانية، أوجد في مقابل مفهوم اللسانيات التطبيقية في تعليم اللغات، ليمثل تمثيلا حسنا التقاطعات الموجودة بين تخصصات (اللسانيات، علم النفس اللغوي، علم الاجتماع اللغوي، علم التربية) وليجسد الجانب النظري الذي يغلب عليه العموم والتجريد»2. وقد رأى بعض اللغويين على رأسهم: قاليسون R.Galisson وكوست W.Cosstأن المصطلح من أكثر المصطلحات التي يشوبها الغموض والتباين والاستثناءات في مفهومه، حيث استعملته بعض اللغات مرادفا لعلم النفس التربوي وعلم النفس اللغوي ، مثل إيطاليا وسويسرا؛ وأنّ لغات أخرى التبس مفهومه عندها بمفهوم البيداغوجيا، مثل بلجيكا، بينما جعلته لغات أخرى، مثل فرنسا وكندا، مرادفا لمصطلح اللسانيات التطبيقية من جهة ولمنهجية التعليم اللغوي من جهة أخرى؛ آخذة في الاعتبار ميدان علم النفس وعلم الاجتماع وعلوم التربية ومعتمدة على تقنيات وإجراءات ملائمة للمبادئ المنتقاة المحددة التي تمكّن من صناعة طرائق تعليمية يمكن تطبيقها في القسم (موضع التعليم). وقد تبلور مفهوم التعليمية ليصير مقابلا تاما لـ: فن التعليم L’art de l’enseignement باعتباره يتحدد في جملة الوسائل والتقنيات المطبقة لتحقيق أهداف تعليمية مسطرة من قبل. وهي بهذا المفهوم العام تكون موازية لمعنى المنهجية Méthodologie. ويجدر بنا في البداية من أجل حصول الفائدة من مقصودنا في هذه المداخلة أن نوضّح طبيعة التداخل الموجود بين بعض المصطلحات التي ترتبط ارتباطا وثيقا بحقل تعليمية اللغة، منعا للبس وإجلاء لاهتمامات كل مفهوم من المفاهيم الآتية: اللسانيات التطبيقية والتعليمية اللغوية، المنهجية والتعليمية اللغوية، الطريقة.