نــثـــــــــــر أبي مدين شعيـــــــب "مقاربة أسلوبية تداولية "

Abstract

لا يزال الخطاب الصوفي الجزائري خاصة القديم منه يستميل فكر الدارسين بما يحويه من مادة ذوقية وتعبيرية ثريّة، فالنصوص التي تصادفنا لا تعبّر عن رؤية صاحبها لما يحيط به فحسب بل هي تختزل رؤية ثقافيّة شعبيّة شاعت آنذاك. وهذا ما خلصت إليه دراستنا لنثر أبي مدين شعيب التلمساني حيث جسّدت نصوصه توجّهه الصوفي الذي حافظ على وسطيّة الإسلام وغاياته التربويّة التهذيبيّة للنفس الإنسانيّة، فخطاب أبي مدين شعيب الصوفي يتسم بالاتّزان والمباشرة يستهدف فئات العامّة البسيطة، كما يرتقي في تعابيره إلى خاصّة الخاصّة حين تمكّن من توظيف المصطلحات الصوفيّة في سياقات تواصليّة حقّقت غايتها التعليميّة. كما أنّ النثر المديني سواء في الحكم أو نص العقيدة جسّد نجاح الآليات الحجاجيّة بشقيها اللغويّة والبلاغيّة التي يلجأ إليها الشيخ في توجيه مريديه بإقناعهم وبث الطمأنينة في نفوسهم إلى صحة ما يتلقّونه وصدق من يتبعونه.