وسائل قياس الكفايات التدريسية لدى المدرسين

Abstract

لا نستطيع أن نتحدث من الناحية العملية، عن عملية بناء ونمو الكفايات التدريسية بمعزل عن قياسها، فعملية القياس هي عملية مصاحبة لبناء ونمو وتطور الكفايات التدريسية تستهدف تحسين التدريس، ورفع كفايته وفعاليته في إحداث التعلم الفعال. إننا عندما نتحدث عن الإشراف التربوي فإننا ننظر إليه على أنه عامل من عوامل نمو الكفايات التدريسية وهو في نفس الوقت وسيلة وأداة لقياس تلك الكفايات، والمعلم الذي يمارس كفايات التدريس، والذي يعمل على تنمية كفاياته بصورة ذاتية هو نفسه يمكن أن يكون وسيلة لقياس تلك الكفايات، فيقول: هنا أصبت وهنا أخطأت، وحتى التلميذ تجده يمارس وظيفة القياس بشكل أو بآخر، فيقول: قد فهمت الدرس، أو لم أفهم هذه النقطة، أو أن المعلم عاملني بغلظة. ن علمية علم التدريس تنبع من كونه يعمل على الوصول إلى نماذج وقوانين تدريسية تقترح للتطبيق، باستخدام المنهج العلمي، لكنه لا يتوقف عند هذه الحدود، فهو يمارس وظيفة تقويمية ووظيفة متابعة لما يتم تطبيقه واستخدامه في الميدان التربوي، ويقدم صورة موضوعية وفق مرجعية معينة تمكن من اتخاذ القرارات الملائمة للمعالجة والتعديل والتصويب. يعرف (حمدان، 1985). القياس بأنه عملية كمية تركز بالدرجة الأولى على عد السلوك أو حصر المواصفات كميا (إيجاد مقدارها، أو مجموعها، أو طولها، أو عرضها، أو ارتفاعها، أو مساحتها، أو حجمها). (حمدان، 1985، ص25). ويعرف (حمدان، 2000). قياس التدريس Measurement of Instruction بأنه سلوك إنساني موجه تنعكس أثراه مباشرة على حياة الناشئة، الأمر الذي يحتم على الجهات الرسمية إنجازه من خلال أسس علمية- موضوعية (حمدان، 2000، ص05). ولعل من باب التوضيح فإن عملية القياس كما ذكر (حمدان) تستند إلى أُسس موضوعية ، إذ بدلا من أن نقول جيد أو سيء بالنسبة لعمل المعلم فالأفضل العمل انطلاقا من مرجعية كفايات تُحدد ملمح المعلم وفق شبكة سُلمية مُتدرجة فنقول حينها: هناك نقص في كفاية ما، وهناك تقدم في كفاية أخرى. هذا وتتعدد وتتنوع وسائل قياس الكفايات التدريسية