تجلّيات الصراع بين العرب والفرس في "شعر أبي نواس"

Abstract

تناولنا في هده الدراسة حول العصر العباسي الأول للقرن الثاني للهجرة الذي يمتد من 132ه-334ه، حيث أن العصر العباسي عرف بكثير من الظروف و الأوضاع السياسية والاجتماعية التي كان لها الأثر في الحياة الأدبية والفكرية بصفة عامة، ثم انتقلنا إلى الحديث عن أشكال الصراع بين العرب والفرس في شعر أبي نواس والتي تمثلت في مدى اشتداد الصراعات التي عاشتها الدولة العباسية في القرن الأول، وسقنا ثلاث مباحث حول الصراع : الصراع الأول الصراع السياسي الذي يدور حول الخلافة العباسية والتي كانت بين العرب والفرس بعدما أطاحت بالخلافة الأموية والتي كان هدفها إزاحة الظلم الذي كانت تمارسه الدولة الأموية تجاه الفرس، لكن الخلافة العباسية أثناء فترة الحكم شهدت مجموعة من الصراعات بين العلويين والعرب حول الخلافة ومن بين الصراعات صراع أبو جعفر مع أبو مسلم الخراساني كذلك صراع هارون الرشيد مع البرامكة {يوسف البرمكي}والتي استطاع العرب في الأخير القضاء على هذه الخلافات، وواجهت أيضا أشد الصراعات الذي لم يعرف من ذي قبل بين صراع الأخوة ( الأمين والمأمون) الذي لعبه الفرس بعد وفاة والدهما وكان من بين أخطر تلك الصراعات حيث أن هذه الفترة عرفت بسفك الدماء والقتل والتشريد بين العرب والفرس و كانت غاية الفرس الإطاحة بالعرب وإرجاع هيبتها والقضاء على الدين الإسلامي، لكن إبان فترت حكم المعتصم مع السلاجقة استطاع في النهاية القضاء على الفرس وتولي العرب زمام الأمور بإرجاع الدولة العباسية إلى عروبتها بعدما اصطبغت بألوان فارسية. أما الصراع الثاني الصراع الاجتماعي تمثل في تشييد المباني والعمران وطريقة الحضارة الفارسية للتأثير على العرب في إعادة بناؤها مما أدى بظهور عدة أنواع وتقاليد في المجتمع العربي من أطعمة مختلفة وأشربه وألبسة، كما أصبح لدى العرب أعياد تحتفل بها وأعياد فارسية تمارسها ومن بينها عيد النيروز وهذا ما أحدث عدة انحرافات أخلاقية في المجتمع العباسي، أما الصراع الأدبي والذي شهد فيه تطورا كبير حيث أن جل الخلفاء أصبح يشجعون الشعراء على قول الشعر فأصبحت بغداد مركز للعلماء والأدباء إلا أن هذا الاستقرار أدى بصراع أدبي بين الشعراء ونجده في شعر أبي نواس خاصة بثورته على القديم في الشعر وذلك بسبب امتزاج العرب بالجنس الفارسي حيث أصبح الشاعر يغير في الكلمات العربية إلى كلمات فارسية لتوسيع مجال اللغة العربية .أما من ناحية الجانب التطبيقي تناولنا فيه ثلاثة مباحث المتمثلة في الصورة واللغة الشعرية وكذالك الأغراض الشعرية التي وظفها أبي نواس في الصراع ،وهذا ما أفسح إلى ظهور بعض الفنون التي يحتاجونها من ناحية الشعر العربي ومن ضمن هذه الفنون نجد صراع الصورة في شعر أبي نواس التي من خلالها يصور لنا علاقة الصراع بين العرب والفرس، بتوظيف عناصر ترتبط بعواطف الشاعر وأحاسيسه وخياله. ومن ناحية صراع اللغة الشعرية في شعر أبي نواس فقد دخلت الكثير من الألفاظ الأجنبية المعجمية الفارسية وانتشرت الألفاظ الفلسفية خاصة ، فتنوعت الأساليب ومالت إلى السهولة وكثرت المبالغة، والتهويل، و الخروج، عن المألوف في شعره. وأما أخر مبحث فكان يدور حول الأغراض الشعرية الجديدة التي وظفها في الصراع والتي مثلت الحياة العباسية مثل التغني بالغلمان أو بما يسمى التغزل بالمذكر وكذلك ظهور الشعوبية، والخمريات، وغرض المدح، والهجاء، وهذا ما جعل بأبي نواس يحقق غايته من هذا الصراع على طريق هذه الأغراض.والتي كان من أثارها اختلاط العرب بالفرس في العصر العباسي.