بنية السرد في "رسالة الغفران" لأبي العلاء المعري "أنموذجا"

Abstract

رسالة الغفران من أهم كتب التراث العربي ، وهي ذات طابع قصصي يظهر في جمال شكلها الفني والأدبي ، ومدى قدرة المعري على تجاوز الواقع ، وتخطي المحسوس بلغة غامضة ومعبرة عن روئ فكرية نقدية قوامها التصوير والرمز والخيال ، بخيال قصصي ممتع ينم عن براعة الإبداع الأدبي بكل وعي ودراية ، خطاب عجيب قام على مبدأ اختراق الزمان والمكان ، و كشف عن معايير فنية خيالية لا تصدر إلا من المعري ، لما احتوته الرسالة من نصوص شرعية ، وقصص دينية وظواهر دينية لغوية وقضايا نقدية وشعرية ، والمعري من خلال هذه الرسالة يخلق في الأدب العربي نوعاً أدبياً جديداً قائماً على السرد يتضمن الوصف والحوار، كما يتضمن شخصية رئيسية تتحرك وتتصرف جنب شخصيات فرعية لتخلق عملاً متكاملاً له بداية ونهاية ، ويتضمن آليات السرد من قص واسترجاع ، بشخصيات ويستعين متنوعة من جن وإنس وحيوان تحضر في المحشر أو الجنة أو النار، ويستلهم من خيال بديع يجعل من النساء يخرجن من ثمار الأشجار ، ويجعل الأفعى تتبدل إلى حية ، ويشتمل إلى جانب ذلك على قصص جزئية في إطار القصة الرئيسية ، وقد تمثلت كل هده العناصر في إطار تشكيل بنية السرد لرسالة الغفران .