بناء الفضاء ومشهدية الحدث في ديوان بملابسه البيضاء الأنيقة لإبراهيم موسى النحاس

Abstract

يشغل الفضاء في النص الشعري عامة والنص الشعري العربي المعاصر خاصة , موقعا مميزا لا يكاد يخلو من النصوص الشعرية والسردية , فالشاعر استطاع أن يجعل من بناء الفضاء المكون أساسيا في جميع أشعاره , فلا يمكن أن يكون بمعزل عن المكونات السردية الأخرى كالشخصية والأحداث , فهو الوسط الحامل لبقية المكونات الأخرى , وبهذا أخذت القصيدة المعاصرة لونا جديدا من تشكيل الفني خاص يتفاعل , في تخلقه وتناميه الفذ مع الماضي ذات من وجه ومع تداعيات اللحظة المأزمة من وجه أخر , وبهذا يصبح بمقدورنا ملاحظة هذا التفاعل شامل بين دلالة اللغوية في القصيدة وبين تجليات المكان ومظاهره , وكان هذا الرصد الذي اجتاح قصيدة المعاصرة إنما هو إسقاط داخليا من ذات روائية واعية ولاواعية , إنه ليس محض المكان في المطلق لكنه المكان كما شكلته المخيلة وصاغته الذاكرة , وهذا ما حمله ديوان بملابسه البيضاء الأنيقة لإبراهيم موسى النحاس , في رسم ملامح مشهدية في قصيدة نثرية , عبر مقاطع يحكمها الخيال , يحاول فيها أن يسرد حياته شعرا منثورا, من خلال قصيدة " الموت " من فالفضاء عند الشاعر يتمثل في تجربته الشعرية التي تتشكل من تلك التفاصيل صغيرة وهي أساس لبنائه , وبالتالي إن كان الفضاء يرتكز على تفاصيل في بنائه , فبالضرورة يؤدي إلى وجود مشهدية نجدها في توظيفه للخيال الكلي , من خلال رسم مشهد كامل يمكن للقارئ أن يتخيله بجميع عناصره وتفاصيله من خلال كلمات تدل على اللون وكلمات تدل على الحركة وكلمات تدل على الصوت .