(مدى ممارسة معلمي المرحلة الابتدائية للكفايات التدريسية (التخطيط اليومي للتعليم نموذجا

Abstract

تحتل عملية التخطيط اليومي للتعليم و التعلم للتربويين عموما والمعلمين خصوصا مكانة خاصة، فهي الخريطة التي تهديهم السبيل ، وتحدد توجهاتهم وتزيد درجة ثقتهم في الإجراءات السلوكية التي يتخذونها والقرارات التي ينفذونها لتساعدهم في الوصول إلى أهدافهم بأمان . إن اعتبار التعلم الصفي عملية يومية يستدعي وضعها على شكل خطوات منظمة ومتتابعة ،منطقية ومتسلسلة ، الأمر الذي يتطلب إعداد وتدريب المعلمين حتى يكونوا قادرين على السير فيها بخطى ثابتة ، لذا لم يعد غريبا أن يكون من "خصائص المعلم الكفء القدرة على التخطيط لدرسه تخطيطا منظما دقيقا ، والقدرة على تتبع السير في تنفيذ النتاج التعلمي وفق إجراءات وأساليب واستراتيجيات وزمن محدد "(قطامي وقطامي ،2001،ص11) . إن التخطيط للتدريس بما يحمله من مفاهيم التنظيم المسبق والتحديد الدقيق للخطوات العملية والإجراءات المثلى لتحقيق الأهداف المرجوة من عملية التدريس مراعيا في ذلك قدرات ومكتسبات التلاميذ والفروق الفردية بينهم ، يحتم على المعلم الإلمام التام بهذا المجال ، كما يفرض عليه الاستغلال الأمثل لما بين يديه من الموارد المادية والوسائل التربوية لتحقيق الأهداف بأقل جهد وأسرع وقت ، " ولا يمكن للمعلم تنفيذ عملية تعليم – تعلم مثمرة دون تكوين رؤية كلية ومنهجية تشمل كامل مكونات العملية" (عواضة ،2009،ص171) . إن امتلاك المعلمين لكفايات التخطيط التربوي والدراسي يجعلهم قادرين على السير بعملية التعليم – التعلم وفق مسار واضح وطريق سليم يمكنهم من تحقيق الأهداف التربوية سواء كانت على المدى القريب أو المتوسط أو البعيد ، في حين أن غياب هذه الكفايات عنهم يجعلهم أدوات إنجاز دون وعي أو هدف أو رؤية ، ويجعل من العملية التعليمية التعليمة روتينا قاتلا لانعدام خريطة تهدي السائرين ، مع غياب الهدف الواضح المراد تحقيقه