دور أجهزة الدولة في الرقابة على الأموال العمومية في التراث والتاريخ الإسلامي

Abstract

للدولة في الإسلام منذ تأسيسها على يد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة أجهزﺗﻬا، وإن كانت بسيطة في عهده صلى الله عليه وسلم حيث طبيعة تلك المرحلة والظروف المحيطة تقتضي ذلك، لكن تسيير هذه الأجهزة كان يتسم بقمة الشفافية، والكفاءة العالية.. ثم تطورت أجهزة هذه الدولة في عهد الخلفاء الراشدين بما يناسب تغير أحوال الناس، واتساع دائرة مصالحهم، وتطور العصر، لكن رجالات الدولة آنذاك لم يهملوا عناصر الشفافية والكفاءة والفعالية في التسيير، بل كانت سماته الغالبة على الإطلاق. ثم كانت النقلة النوعية لهذه الأجهزة عند توسع الدولة الإسلامية طولا وعرضا، مع التطور الاقتصادي والإداري الذي صاحب ذلك في عهد الدولة الأموية، وخاصة في عهد معاوية بن أبي سفيان وعمر بن عبد العزيز وعبد الملك بن مروان، وهشام بن عبد الملك وغيرهم، فالخليفة عمر بن عبد العزيز مثلا كان له فضل الأداء المتميز للدولة، بالحرص الشديد على الأموال العمومية وردها إلى بيت المال بما في ذلك ما كان في بيت الخلافة، كما كان له فضل الإدارة الفعالة للاقتصاد حين قضى على العجز المالي الحكومي ووصل باﻟﻤﺠتمع إلى مرحلة من الكفاف الاقتصادي والوجد، فأصبح لا يعثر على فقير تمنح له الصدقة. وكانت النقلة أكبر في عهد الدولة العباسية مع بسط الدولة لنفوذها شرقا وغربا، والتطور الاقتصادي والإداري الذي اتسمت به المرحلة، فكيف نجحت هذه النماذج في الأداء المتميز؟ و ما هو دور أجهزة حكوماﺗﻬا في الرقابة على الأموال العمومية؟