مستوى المعرفة البيداغوجية لمعلمي الرياضيات بمرحلة التعليم الثانوي

Abstract

في ظل الإصلاحات التربوية المستمرة التي تشهدها النظم التربوية الحالية، أصبحت زيادة فاعلية المعلمين وحنكتهم عامل حاسم في نجاح هذه الجهود، فعلى المعلمين أن يحققوا الأهداف التعليمية على مستوى جميع التلاميذ، وليس على مستوى فئة قليلة فقط(منحنى قوس)، وهذا يتطلب معلمين وأساتذة ذوو مهارات ومعارف عميقة، تمكنهم من الاستجابة الملائمة لحاجيات التلاميذ، ومتطلبات الأهداف التربوية والتعليمية. وهذا ما تسعى إليه السياسية والتربوية في الغالب، عن طريق برامج إعداد المعلمين وتنميتهم المهنية. والحقيقة أن هده البرامج الإعدادية تقوم على أساس مجموع من الخصائص المطلوبة والواجب توفرها لدى المعلمين، والتي أهمها المعارف البيداغوجية، وهي مجموعة من المعارف التي يستخدمها المعلم أثناء الممارسة المهنية، مما يجعله يتمتع بكفاية معرفية مناسبة للتدريس . لذا يطرح التساؤل: ما الذي يحتاج أن يعرفه المعلم كي يستطيع أن يؤدي تعليما ملائما ؟ أو ما الذي يحتاج أن يعرفه المعلم كي يساعد المتعلم على أن يحقق تعلما ملائما ؟ يشير غوتييه وآخرون(Gauthier,2002) إلى شيوع أخطاء مفاهيمية حول مهنة التعليم، مما شكل مانعا لإضفاء صفة المهنية على التعليم. وتتمثل هذه الأخطاء المفاهيمية في: معرفة المادة الدراسية تكفي لممارسة التعليم، الموهبة تكفي لممارسة التعليم ، الحس السليم يكفي لممارسة التعليم ، المحسوس يكفي لممارسة التعليم ، التجربة تكفي لممارسة التعليم ، الثقافة تكفي لممارسة التعليم. تحمل الاعتقادات السابقة الذكر فهما قاصرا وسطحيا لمهنة التعليم، حيث أهملت فيه المشكلات السلوكية، والظواهر التعليمية، الخاصية الابستمولوجية للمحتوى، المناخ النفسي...الخ. ومن هذا الرأي، وانطلاقا من الاهتمام بالكفايات المعرفية اللازمة لتدريس مادة معينة، تطرح مشكلة المعارف البيداغوجية عند المعلمين، بالتركيز على إحدى المواد الدراسية الأكثر صعوبة وهي مادة الرياضيات بمرحلة التعليم الثانوي، في محاولة للتحقق الميداني من الفرضية المحتملة للسؤال الآتي: ما مستوى المعرفة البيداغوجية عند معلمي الرياضيات بمرحلة التعليم الثانوي؟