Please use this identifier to cite or link to this item: https://dspace.univ-ouargla.dz/jspui/handle/123456789/6450
Title: اللغة ظاهرة اجتماعية
Authors: يوسف رمضان
Keywords: لظواهر الاجتماعية
علم اللغة
Issue Date: 2010
Series/Report no.: numéro 09 2010
Abstract: تمتاز الظواهر الاجتماعية، وهي التي يتألف من دراستها موضوع علم الاجتماع la sociologie" بصفات كثيرة من أهمها الخواص الثلاث التالية : 1 – أنها تتمثل في نظم عامة يشترك في إتباعها أفراد مجتمع ما ويتخذونها أساسا لتنظيم حياتهم الجماعية وتنسيق العلاقات التي تربطهم بعضهم ببعض والتي تربطهم بغيرهم . 2 – أنه ليست من صنع الأفراد وإنما تخلقها طبيعة المجتمع، وتنبعث من تلقاء نفسها عن حياة الجماعات، ومقتضيات العمران، وهذا ما يعنيه علماء الاجتماع إذ يقرون أنها من نتاج العقل الجمعي . 3 – أن خروج الفرد من أي نظام منها يلقى من المجتمع مقاومة، تلغي عمله وتعتبره كأنه لم يكن، أو تحول بينه وبين ما يبتغيه من وراء مخالفته، وتجعل أعماله ضربا من ضروب العبث العقيم[1]. وهذه الخواص الثلاث تتوافر في اللغة على أكمل ما يكون فاللغة في كل مجتمع نظام عام يشترك الأفراد في إتباعه، ويتخذونه أساسا للتعبير عما يجول بخاطرهم وفي تفاهم بعضهم مع بعض. واللغة ليست من الأمور التي يصنعها فرد معين، أو أفراد معينون، وإنما تخلقها طبيعة الاجتماع، وتنبعث عن الحياة الاجتماعية وما تقتضيه هذه الحياة من تعبير عن الخواطر، وتبادل للأفكار، وكل فرد منا ينشأ فيجد بين يديه نظاما لغويا يسير عليه مجتمعه فيتلقاه عنه بطريق التعليم والمحاكاة، كما يتلقى عنه سائر النظم الاجتماعية الأخرى ويصب أصواته في قوالبه . واللغة من الأمور التي يرى كل فرد نفسه مضطرا إلى الخضوع لما ترسمه وكل خروج عن نظامها، ولو كان عن خطأ أو جهل، يلقى من المجتمع مقاومة تكفل رد الأمور إلى نصابها الصحيح ، وتأخذ المخالف ببعض أنواع الجزاء . فإذا أخطأ فرد في نطق كلمة ما أو استخدمها في غير مدلولها، أو خرج في تركيب عبارته عن القواعد التي ترسمها لغته، كان حديثه موضع سخرية وازدراء من مستمعيه، ورموه بالغفلة والجهل، وقد يحول ذلك دون فهمهم لما يريد التعبير عنه. وليس هذا مقصورا على الخطأ الذي يسع الناطق إصلاحه، بل إن الخطأ الذي لا يمكن إصلاحه، لنشأته مثلا عن خلل طبيعي في أعضاء النطق، قد يثير هو نفسه لدى السامعين بعض ما يثيره غيره من الأخطاء، ويجر على صاحبه بعض الآلام والمتاعب في تعبيره وتفاهمه[2]. وإذا حاول فرد أن يخرج كل الخروج على النظام اللغوي، بأن يخترع لنفسه لغة يتفاهم بها، فإن عمله هذا يصبح ضربا من ضرب العبث العقيم، إذ لن يجد من يفهم حديثه . فاللغة ظاهرة اجتماعية بامتياز، ذلك أنها واردة في التحديد الذي اقترحه دوركايم، "اللغة توجد مستقلة عن كل فرد من الأفراد الذين يكلمونها، وعلى الرغم من أنها لا تقوم بمعزل عن مجموع هؤلاء الأفراد، فإنها مع ذلك، خارجة عنه { أي الفرد } من خلال عموميتها "2. وباعتبار اللغة ظاهرة اجنماعية، بمعنى أن استخدامها الحقيقي لا يكون إلا بين الفرد والآخرين . واللغة عند " دي سوسير " ظاهرة اجتماعية يمكن النظر إليها على أنها شيء منفصل عن صور استخدام الأفراد لها، ونحن نكتسب اللغة من أفراد المجتمع المحيطين بنا، وهو يلقنوها أياما، ونحن نتعلمها منهم، وليست بهذا الإعتبار ـ من نتاجنا[3].
Description: Revue Al Athar
URI: http://dspace.univ-ouargla.dz/jspui/handle/123456789/6450
ISSN: 1112-3672
Appears in Collections:numéro 09 2010

Files in This Item:
File Description SizeFormat 
T0921.pdf274,62 kBAdobe PDFView/Open


Items in DSpace are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.