الزهدية المغربية مظاهرها الموضوعية وخصائصها الفنية

Abstract

الزهدية فن تعبيري جديد جاء ليعبر عن مشاغل جيل شب مقدسا لتعاليم القرآن متخلقا بأخلاق الإسلام ، ولم يظهر هذا الفن في الأدب العربي كغرض قائم بذاته إلا في القرن الثاني الهجري، أما قبل هذا فكان الزهد ومظاهره يرد مبثوثا في ثنايا القصائد، وما ذهب إليه كارلو نالينو من ان الزهد من موضوعات الشعر الجاهلي مستشهدا بما بقي من شعر عدي بن زيد العبادي الأنصاري فأمر مردود(1) فمعظم الدارسين لهذا الموضوع خالفوه الرأي ومن هؤلاء الدكتور محمد المختار العبيدي الذي يقول : "ونحن نخالفه فيما ذهب إليه لأن ما بقي من الشعر عدي قليل لا يمكن الإنطلاق منه لتقديم حكم صارم في موضوع الزهد، ولأن هذا القليل المتبقي لا يدل على ان للشاعر مذهبا في الحياة قائما على الخوف من المصير والرضا بالمقادير والتفكير باستمرار في الموت قصد الاتعاظ والاعتبار "(2) ، ومنهم أيضا الدكتور عبد القادر هني الذي يقول : " إنه لمن قبيل الحديث المكرور أن نعود إلى تفنيد فكرة كارلو نالينو الذي ذهب إلى ان الزهد كان غرضا من أغراض الشعر الجاهلي بعد إن استوقفت هذه الفكرة بعض الدارسين فبينوا أن ما رآه نالينو زهدا في شعر عدي ابن زيد لا يعدو ان يكون حديثا ساذجا عن فكرة زوال الناس وتغير الأزمان والأحوال"(3) .