مؤسسات التعليم العالي و تشكيل مجتمع المعرفة جامعة ورقلة –نموذجا-

Abstract

حاولت هذه الدراسة البحث في كيفية مساهمة الجامعة كأحد مؤسسات التعليم العالي في تشكيل مجتمع المعرفة من خلال ما تتوفر عليه من مؤشرات في ضوء مجموعة من الافتراضات التي تسمح باختبار مدى تمكنها من ذلك انطلاقا من مقاربات سوسيولوجية حديثة، مع محاولة التوصل إلى بعض المقترحات التي تساعد التعليم و مؤسساته في تطوير بيئة تتناسب مع طبيعة هذا المجتمع.و لإجراء هذه الدراسة اخترنا المنهج العلمي الوصفي و التحليلي، معتمدين على مجموعة من الأدوات في جمع المعلومات و خاصة الاستمارة كأداة أساسية لهذه الدراسة حيث وزعت على عينة من الأساتذة التابعين للجامعة و الذين ينتمون إلى رتب علمية مختلفة ما عدا رتبة أستاذ مساعد"ب" لأسباب تتعلق بطبيعة البحث، حيث بلغ عددهم 130 أستاذ أي ما يعادل 20 % من المجتمع الأصلي إلا أننا استرجعنا 100 استمارة لمعالجة الموضوع في الجانب التطبيقي.و قد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج من أهمها:أن ما تقدم برامج نظام (ل.م.د) من معرفة علمية تؤدي إلى ممارسة انعكاسية لا تستجيب لتشكيل مجتمع المعرفة بسبب عدم تواءم هذا النظام مع بيئتنا و عجزه عن تحقيق أهدافه في الواقع.كما توصلت إلى أن الجامعة تسعى إلى توفير تكنولوجيا المعلومات و الاتصال خاصة الانترنت من أجل تسهيل عملية نشر و إنتاج المعرفة إلا أن هناك عوائق تمنع من أن تكون ممارستها بشكل متكرر و منتظم و بالتالي صعوبة تحقيق مجتمع المعرفة.و رغم أهمية الممارسة الخطابية و الممارسة العملية للأستاذ الجامعي في نشر و إنتاج المعرفة التي تساعد على تشكيل مجتمع المعرفة إلا أن الأساليب التقليدية هي السائدة في الممارسة الخطابية في نشر المعرفة بالجامعة، كما أن الممارسة العملية في البحث العلمي تعتبر محتشمة مما يعيق تشكيل هذا المجتمع.رغم ذلك يجب التفكير و التأمل في الظروف التي تعيق تشكيل مجتمع المعرفة و البحث عن الحلول التي تجعلنا قادرين على التغيير على الصعيدين الفردي و الجماعي لأننا لم نفقد السيطرة على المستقبل على حد تعبير "غيدنز".