Please use this identifier to cite or link to this item: https://dspace.univ-ouargla.dz/jspui/handle/123456789/7422
Title: Le dialogue interreligieux pour la coexistence pacifique des cultures et des civilisations
Authors: بن الموفق شهيناز
Keywords: Le dialogue interreligieux
la coexistence pacifique
des cultures
des civilisations
Issue Date: Jan-2012
Series/Report no.: numéro 06 2012 Dafatir;
Abstract: يعد موضوع حوار الأديان من أكثر موضوعات القرن الواحد والعشرين بحثا وطرحا فهو «قرن الأديان بامتياز» كما قال المفكر والكاتب الفرنسي أندريه مالرو. فالدين أضحى منبع الثقافات ومنه تتأتى معظم خصوصيات الشعوب ومقوماتها. والتقاء الحضارات معلم من معالم التاريخ الحضاري للإنسانية وهو قدر لا سبيل إلى مغالبته أو تجنبه. ولاشك أن الخيار البديل لصدام الحضارات هو أن تتفاعل الحضارات الإنسانية مع بعضها البعض بما يعود على الإنسان والبشرية جمعاء بالخير والفائدة، فالتفاعل عملية صراعية ولكنها متجهة نحو البناء والاستجابة الحضارية للتحديات الراهنة، عكس نظرية (صدام الحضارات) التي هي -في رأينا- مقولة صراعية تدفع الغرب بإمكاناته العملية والمادية لممارسة الهيمنة ونفي الآخر والسيطرة على مقدوراته وثرواته تحت دعوى وتبرير أن نزاعات العالم القادمة سيتحكم فيها العامل الحضاري. بيد أن التفاعل الحضاري لا يمكن أن يتم ويتحقق إلا عن طريق حوار بناء وفعال بين الأديان، يقول عالم اللاهوت الألماني هانس كينغ: «لا حوار بين الحضارات بدون سلام ولا سلام بدون حوار بين الأديان»، هذه الدعوة الصريحة للحوار بين الأديان السماوية قد نادى بها القرآن الكريم في قوله تعالى: «قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم»1. - فكيف يكون السعي إلى نشر قيم التسامح والحوار وتحقيق الأمن والسلم في العالم؟ - وهل يمكن في ظل هذه التفاعلات العقدية والثقافية تحقيق حوار حضاري يرقى إلى ذلك التقارب مع الطرف الآخر المختلف عقديا وثقافيا؟ - وكيف يمكن التعامل مع معوقات هذا التعايش التي تعمد إلى الهيمنة الثقافية والمساس برموز الدين ومضامينه؟ وكيف يمكن نبذ التعصب بالمركزية الحضارية القسرية، لرسم آفاق ومبادئ تحدد العلاقة بين الشعوب والأديان في ظل التسامح الذي لا يلغي الفارق والاختلاف بل يؤسس للعلاقة الإنسانية ويريد لهذه الحضارات المتعددة أن تتفاعل وتتساند في كل ما هو مشترك إنساني عامّ. بيد أنه لا يجوز أن يفهم هذا التسامح الإنساني الذي جعله الإسلام أساسا راسخا لعلاقة المسلم مع غير المسلم على أنه انفلات واستعداد للذوبان في أي كيان من الكيانات التي لا تتفق مع جوهر هذا الدين. وينبني الحوار بين الأديان على عدة على عدة مبادئ وشروط في مقدمتها: - الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة. - نبذ العنف والتعصب وكراهية الآخر. - اعتماد العقل واستعمال البرهان بدل المهاترة والدليل عوضا عن القول الهراء... - النظر في نقاط التلاقي وإمكانية التعايش ومحاولة تحديد مواضع التآخي والانسجام بدل التناظر لإثبات الرأي الشخصي. وهذه اللقاءات بين المتحاورين ليس رجال الدين فحسب بل الأكاديميين والناشطين في المجال الإنساني عليها أن ترقى إلى مستوى تحقيق الأهداف الآتية: - العمل على نشر الأمن والسلم في العالم والبحث عن أساليب نبذ العنف والحروب ومكافحة الفقر وحماية البيئة وصيانة كرامة الإنسان. - وضع ضوابط لإنجاح خطة التعايش بين الأديان دون المساس بخصوصيات الآخر العقدية والحضارية والثقافية. - العمل على تحقيق التفاعل الحضاري بين الأمم والشعوب شريطة احترام القيم العليا للإنسانية (القيم الروحية والمادية). ويبقى شرط ازدهار هذه القيم في أي حضارة يرتبط أساسا بمدى قدرتها على التفاعل مع معطيات الحضارات الأخرى .. وفي الختام نقول أن الحوار والتعاون أصول ثابتة في الإسلام وثقافته ولكن هذه الأصول لا يمكن أن تتم إلا مع وجود حسن النية والرغبة الحقيقية لدى الطرف الآخر... يقول الدكتور طارق البشري: «... والحوار الحضاري يقوم على اعتراف طرف بأن للطرف الآخر مرجعية مختلفة، أي موقف ثقافي مختلف وأسس مختلفة تقوم عليها أصول شرعية ومعايير الاحتكام لديه...» 2 وإن كانت هناك جهودا متواصلة تبذل منذ سنوات للتقريب بين الثقافات والحضارات والديانات.. إلا أن هذه الجهود تواجه أحيانا بمواقف وأحداث سلبية فتعود بها إلى نقطة الصفر، وهو ما يمثل تهديدا فعليا لعلاقات التقارب الحضاري والتعايش السلمي بين الثقافات والأديان المختلفة.
Description: Dafatir Droit et politique
URI: http://dspace.univ-ouargla.dz/jspui/handle/123456789/7422
ISSN: 1112- 9808
Appears in Collections:numéro 06 2012 Dafatir

Files in This Item:
File Description SizeFormat 
D0620.pdf112,1 kBAdobe PDFView/Open


Items in DSpace are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.