أثر الأدب الشعبي في الشعر المعاصر جدلية الأسطورة والشعر

Abstract

إذا كانت الأسطورة تتفوق دائما في تلك الموزانات التي يعقدها النقاد والدارسون بينها وبين الأشكال الأخرى، وذلك باعتبارها الرحم التي يتكون بداخلها جميع الأشكال التعبيرية، فلا عجب إن وجد هؤلاء الباحثون أصداء ورواسب الأسطورة في تلك الأشكال. وهو ما جعلها تنعت بـ<<ميراث الفنون، وهي معين لا ينضب للأفكار المبدعة وللصور المبهجة، وللمواضيع الممتعة وللاستعارات والكنايات>>[1]. لكن هذا القول تنطبق صحته على الأشكال السردية باعتبار الأسطورة نصا سرديا، فما موقع الشعر من هذه الجغرافيا التعبيرية، هل الشعر يمثل ويماثل الأسطورة في جوانب معينة أم أن الأسطورة تبقى الرهان الأكبر الذي يعول عليه المبدع.إن جدل الأسطورة والشعر يبقى مستمرا مادام المبدع يراهن في شعره على الأداة الوحيدة في بناء نصه، وهي اللغة. هذه الأداة التي تعتبر نقطة تقاطع بين العالمين الحالمين الأسطورة والشعر، إذ كلاهما يتخذ منها ملجأ يفر إليه كلما استعصت الحياة وإزدادت غموضا. <<لقد ارتبطت الأسطورة بالأدب –بصورة عامة- من خلال استخدام البدائي للكلمة كأداة أدبية كانت هي البداية التي صنع منها الشعر>>[2]. وعليه يبقى الجدل قائما بين أيهما للوجود أسبق الأسطورة أم الشعر؟.