السرد العربي قديماً و حديثاً (أصوله وأبعاده)

Abstract

يـرى بعض الباحثين أن السردية فرع من أصل كبير هو الشعرية، اعتماداً على رأي لتودروف TTodorov، في كتابه (الأدب والدلالة Littérature et Signification) يقول فيه إن الشعرية هي نظرية الأدب، وقرر الدارسون هذه الحقيقة « وإذا كان النقد الروائي التقليدي يُعنى بالمضمون وحده، ويربطه بقضايا المجتمع وأزمات الواقع، ولاسيما عند نقاد المنهج الاجتماعي، فإن النقد الروائي الجديد قد تجاوز ذلك، مستفيداً من إنجازات الشكلانيين الروس، واجتهادات البنيويين الفرنسيين، وتنظيرات النقاد الغربيين، إلى فتح باب جديد في النقد الروائي هو علم السرد: تقنياته ومكوّناته، فعالجوا الوظائف، والعوامل، والفواعل، وفضاء المكان، والزمان، والراوي، ووجهة النظر، والمونولوج الداخلي... من خلال نقد سردي حداثي يقوم على تحليل النص ووصف بنياته، لا على جدلية مرجعيته الفكرية أو الاجتماعية.»([1]) .

وبهذا فإن الدراسة المنهجية لا تتوخى تمزيق وحدة النصّ، بل هي تسعى إلى كشف تقنياته الحداثية، وعناصره الفنية، من أجل ترسيخ نقد موضوعي لعلم السرد الجديد و يطمحون إلى توظيف مناهج علم الأسلوب([2]) اللغوي، لتكون صالحة لدراسة النص الأدبي. « فالنص الأدبي، أو (القول) ليس إلا واحدا من مجالات استخدام (اللغة) في جميع مجالات الحياة، ومهما كانت اللغة الأدبية (منحرفة) بالقصد عن التوظيف الاشاري للغة ومحملة بمحتوى عاطفي وحساسية شعورية.»([3])