علاقة التفاؤل بالدافعية للإنجاز لدى تلاميذ مرحلة التعليم الثانوي دراسة ميدانية بمدينة ورقلة

Abstract

من خلال موضوع الدراسة الذي نتناوله تم الكشف عن أحد أهم عنصر في العملية التربوية التي تظهر سلوك المتعلم وتوجهه، وهو التفاؤل في علاقته بالدافعية للإنجاز. وتؤكد الدراسات النفسية إن الشخصية البشرية مختلفة حيث ينفرد كل شخص عن غيره بخصائص تميزه، ويعد التفاؤل أمرا من الأمور التي تؤثر بدورها على الحياة فتجعل الفرد قادرا على توظيفها وتسخيرها لصالحه، سواء كانت شخصية ،أو علميه، أو مهنية، فهو يشجع محاولات الإنجاز و التغلب على الأحداث الضاغطة ومواجهة الصعاب . والمستخلص من هذه الدراسة أن الدافعية الإنجاز تساهم بقدر كبير في رفع مستوى تحصيل تلاميذ دون الحاجة للمراقبة، بغض النظر عن القدرات وإمكانيات المتعلمين، وهي وثيقة الصلة بسمة التفاؤل ، وتزداد أهمية هذه العلاقة في عصرنا الذي يتميز بالتطور العلمي , وقد أكدت نتائج الدراسات السابقة التي تم الاستعانة بها في توضيح الرؤية بين التفاؤل والدافعية للإنجاز، أن الأفراد الذين يتمتعون بدرجة عالية من التفاؤل يحققون نجاحات أكثر في حياتهم في مواقف متعددة، فهم أقدر على حل المشكلات، كما أنهم يتميزون في المواقف التعليمية في سنوات الدراسة، وبعدها سنوات العمل فهم أكثر واقعية فيما يطمحون إليه، بالمقارنة بمن هم في مستواهم في القدرات العقلية فهم رغم هذه القدرات إلا أنهم يعجزون عن تحقيق أهدافهم وذلك لإن نظرتهم للحياة بها بعض الضبابية و السوداوية ( التشاؤم ) . من خلال نتائج هذه الدراسة نؤكد فكرة التفاعل بين التفاؤل و الدافعية للإنجاز.وأن كل منهما يؤثر في الآخر، فيتبين لنا أن لتلاميذ في السنة النهائية يعشون واقعا تفرضه المرحلة الانتقالية فهم يعشون مناخ نفسي يؤثر على انفعالاتهم وأداتهم. وذلك للتشاؤم والسوداوية الذي يؤثر على سيرورة التعليم لديهم، بل في جميع مواقف حياتهم مما يفقدهم الأمن النفسي. هذا ما يدعونا لتجنيد الطاقات المطلوبة لتعديل هذه السمة. نؤكد أن هذا البحث هو بداية خطوة وليس نهاية دراسة موضوع التفاؤل في علاقته بالدافعية للإنجاز، ولعل هذا من الصعوبات التي واجهتنا في دراسة هذا الموضوع الذي اهتم بدراسة شريحة مهمة في المجتمع وهي فئة الطلبة .