دراسة قياسية لسوق العمل في الجزائرخلال الفترة 1970-2008

Abstract

ملخص البحث: اصبحت البطالة من اهم المشاكل الاقتصادية التي يعيشها العالم -ذلك الصفة المهيمنة على سوق العمل- بالرغم من ا انتعاش اقتصادي في معظم الدول، تتميز معدلات البطالة بإرتفاعها في الدول النامية عن تلك المعدلات في الدول المتقدمة، ذلك اندف تصحيح الاختلالات المالية و النقدية، ادت فشل جهود التنمية وتفاقم الديون الخارجية بالإضافة الى تطبيق برامج صارمة جميعها الى نمو البطالة بنسب مذهلة. الجزائر كغيرها من الدول النامية، شهدت معدلات بطالة مرتفعة منذ خروج المستعمر الى غاية يومنا هذا، وما زاد من تفاقم الظاهرة الازمة البترولية لسنة 1985 اين ارتفعت معدلات البطالة لمستويات مرتفعة. نتيجة للاختلالات التي شهدها اقتصاد الجزائر خلال دف تصحيح تلك 􀄑 النصف الثاني من الثمانينات، اُجبرت الحكومة على تطبيق جملة من الاصلاحات الاقتصادية خلال التسعينات الاختلالات عن طريق التقليص من النفقات العمومية، وفي هذا الاطار تم التسريح الجماعي لعمال المؤسسات العمومية نتج عنه ارتفاعا (اكثر من 29 % سنة 1999 ). بعث الارتفاع الملموس لأسعار النفط في السنوات الاخيرة قدراً معدلات البطالة الى اعلى مستويا من الراحة الاقتصادية، سمحت للحكومة بالتحكم ببعض المؤشرات الاقتصادية من اهمها تراجع معدلات البطالة من خلال تسطير بعض البرامج و السياسات لهذا الشأن، كان من اهمها واكثرها نجاح اً منح قروض لإنشاء استثمارات خاصة ضمن استراتيجية تشجيع انشاء مؤسسات صغيرة و متوسطة. حاولنا من خلال هذا الموضوع الاجابة عن الاشكالية الرئيسية التالي: في ظل الظروف الراهنة للاقتصاد الوطني، وبناء على المتغيرات الاقتصادية الداخلية و الخارجية، كيف يمكن بناء نموذج قياسي للبطالة في الجزائر؟ للإجابة عنها تم التطرق الى مشكل البطالة من منظورين، يهتم اولهما بتتبع ظاهرة البطالة في الجزائر منذ الاستقلال وذلك بالبحث. اما ثانيهما فيهتم بالجانب القياسي للظاهرة وذلك بحصر مجموعة من المتغيرات التي ارتأينا ، نتائجها وطرق مجا 􀄑 في تطورها، اسبا ا في الجزائر. ومن خلال تطبيق تقنية الانحدار الخطي خلصنا الى نتيجة مآلها ان اسعار البترول وحجم ان تكون من بين اهم محددا الاستثمار هما المتغيران الأساسيان المؤثران على معدلات البطالة، بالإضافة الى كتلة الاجور وعامل التكنولوجيا ولكن بصفة ضعيفة. وقد توصلنا الى مجموعة من ،(VAR) نظراً لظهور طرق احدث و اكثر كفاءة عن سابقتها، استعننا بأسلوب اشعة الانحدار الذاتي الاشعة ذات تأخير (فترة ابطاء) مساوية لخمس سنوات، ما يهمنا من بينها في موضوعنا هذا "شعاع معدلات البطالة". حيث اتضح من خلال النموذج ان المتغيرات الاكثر تأثيراً على معدلات البطالة تتمثل في: أسعار البترول، حجم الاستثمار، الناتج الداخلي الخام و اجمالي عدد السكان. كخلاصة للدراسة ككل، فإن معدلات البطالة في الجزائر تتأثر بالمتغيرات: اسعار البترول، الناتج الداخلي الخام و حجم الاستثمارات وذلك وفقاً للعلاقة المبسطة التالية: ارتفاع اسعر البترول ارتفاع ايرادات الدولة فتح وتشجيع الاستثمار ارتفاع الطلب على الايدي العاملة انخفاض معدلا البطالة حيث نلاحظ تحقق العلاقة خلال موجة الانتعاش الذي شهدته الجزائر نتيجة ارتفاع أسعار النفط خلال السنوات القليلة الأخيرة. لكن تجدر الإشارة الا أن النفط يوفر الموارد ولا يوفر الشغل