راهن الفعل الفلسفي في المجتمع الجزائري (المفهوم القيمي كنموذجا)

Abstract

مقدمة : تعد الجامعة إحدى مؤسسات التعليم والتنشئة في المجتمع ،وأعلى درجات الهرم في نظام التربية ، غير أنها تعيش اليوم إشكالات عدة ، تصب في مجملها في خانة : الأزمة !، ولعل ذالك نابع عن عدة عوامل ، بعضها ناتج من داخلها كعملية تطور ونمو ذاتى، سواء وفى وظائفها أو بنيتها التنظيمية، والبعض الآخر بفعل التأثير الخارجي عليها من خلال استجابتها للتغيرات والاحتياجات الاجتماعية للمجتمع خارجها. ومع التطورات والتغيرات التي شهدتها " الجامعة " كمفهوم وتنظيم، اكتسبت – مع مرور الزمن – مجموعة من السمات فهي مكان الامتياز العقلي وتثقيف الفكر، والمعرفة الموضوعية، كما أنها مكان لإنتاج المعرفة لذاتها ونقلها لمن في إمكانهم استيعابها والاستفادة منها، ولقد أضحت هذه السمات من محددات هوية الجامعة احتفظت بها كالجينات الوراثية، كما إنها تشكل المنطق الداخلي للجامعة كفكرة(1). إلا أن هناك من الدراسات والأبحاث والتقارير التي تؤكد على ظهور بوادر ضعف مكانة الجامعة فى المجتمع، وافتقادها لهويتها التي عرفت بها، إلى حد يصل إلى الزعم بأنها فقدت دورها القيادي في المجتمع. تسعى الدراسة الحالية للتركيز واقع : الجامعة والهوية، وفق منهجية تقوم على التحليل الفلسفي لمفهوم الجامعة ومسار تطور هذا المفهوم، وأسلوب تعاملنا معه