الإرشاد النفسي الديني في الأزمات والكوارث فيضانات غرداية كنموذج

Abstract

انطلق هذا البحث من تقديم صورة عامة لطبيعة الإنسان في هذا الكون و البيئة التي يعيش فيها، و صورته بأنه مخلوق ضعيف إن لم يكن مؤمنا صادق الإيمان إزاء الكوارث الطبيعية العديدة، وحدد لهذا البحث موضوع الفيضانات والسيول التي تترك أثرا عنيفا في نفوس المتأزمين، كما حدّد لهذا الموضوع أهداف وإشكاليات عديدة، مع تعريف عام للإرشاد والتوجيه النفسي،والإرشاد النفسي الديني منه بالخصوص، كما تعرض البحث إلى تحليل موقف الصدمات النفسية لكثير من الأزمات النفسية وأثرها في المتأزم و المريض تبعا لدرجة قوة الصّدّ عنده.

كما تعرض البحث إلى أسس ومرتكزات الإرشاد النفسي الديني، و تتمثل في: الثقة في الله وعدالته الخفية عنا، وقوة وإرادة وذلك بالإيمان الصادق الراسخ بقضائه و قدره وقراءة القرآن و التضرع بالصبر وقوة التحمل في الصدمات، والاستعداد في كل حين لتغير الأحوال، و التوكل على الله، و اعتماد الدعاء و التضرع و الشكوى لله، لا لغيره، كوسيلة للتنفيس وإنعاش الأمل، وكل ذلك كان مدعما بالآيات و الأحاديث النبوية، ثم حددنا مستلزمات لتطبيق تلك المرتكزات في الواقع، كما تعرض البحث إلى عرض برنامج للإرشاد النفسي الديني لضحايا فيضانات غرداية كنموذج أولي، وقد تبين من خلال إعداد هذا البحث أن البرامج المعمول بها في الأزمات هي غير مؤسسة على منهج جزائري ديني، و البعض منها يعتمد الإرشاد بدون نظرية محددة، و النادر منها يعتمد على نظريات غربية التي لا تتلاءم مع الواقع الجزائري المتدين، وقد ذيلنا البحث ببعض المقترحات التي نرجو أن نرى أثرها في الميدان التطبيقي، و انتهينا بذكر المراجع المعتمدة في الدراسة.