دور الإرشاد النفسي في تربية كفاءة الاختيار لدى الفرد لحل مشاكله و بناء مشروعه المستقبلي

Abstract

يعتبر موضوع تربية الاختيارات من أهم المواضيع التي شغلت بال الكثير من المربين والمختصين في التوجيه و الارشادفي الفكر التربوي المعاصر . ذلك أنه يندرج ضمن تصور جديد لدور المدرسة ولفلسفة التربية المعاصرة ولمكانة المتعلم فيها.حيث العمل على جعل هذا الأخير محور العملية التربوية و الصانع الحقيقي لمستقبله .

ومحاولة مدرستنا الجزائرية مسايرة هذا التطور مرهون بتوفير الشروط النفس ـ تربوية على مستوى كل المتعاملين مع المدرسة لتهيئتهم لخوض مثل هذه المهمة إقناعهم بها، كما يستلزم توفير الآليات التربوية المناسبة لضمان نجاحه . فإذا كان التوجيه هو عملية مساعدة المتعلم على تحقيق التوافق بين إمكاناته وميوله ،ومتطلبات المحيط الدراسي والمهني ،فإن تربية الاختيار هي عملية الارتقاء بهذا المتعلم إلى مستوى المسؤولية للتخطيط المنهجي لمشروع حياته وعملية تربية الاختيارات تنبني على أساس احترم شخصية الفرد ككيان له وجود مستقل مع مراعاة متطلبات مراحل نموه المختلفة .(مرحلة الاختيارات العشوائية ،مرحلة تقدير الامكانات المتاحة ومرحلة بلورة المشروع الفردي بشكل واضح ).

وتتأثر اختيارات الفرد بعدة عوامل :عوامل وراثية كالبنية الفيزيولوجية ،الجنس ،الصحة الجسمية وعوامل أسرية كمهنة أفراد الأسرة مستواهم الثقافي ،مواقفهم وقيمهم المهنية والاجتماعية .وعوامل خارجية كالأصدقاء والزملاء ،وسائل الاعلام ،معطيات عالم الشغل والقيم الاجتماعية والمهنية .

و أساليب تربية الاختيارات لا تتماشى و عقلية الوصاية او الدعاية لأنماط دراسية او مهنية معينة على حساب أخرى بل ترتكز على أساس مساعدة الفرد على تعميق معرفة و فهم حقيقة إمكاناته ميوله واهتماماته و فهم حقيقة الواقع الدراسي والمهني وعالم الشغل ومتطلباتها كما هي في الواقع بكل تفاصيلها وعناصرها، عن طريق الوسائل الاستكشافية (الاختبارات النفس ـ تقنية المختلفة ) والوسائل الإعلامية المتعددة ( اللقاءات الفردية والجماعية ،الأدلة والمجلات ،المعارض ،خلايا التوثيق والإعلام الوسائل السمعية البصرية ،منابر المهن ،الزيارات الميدانية ...)،ليكون في مستوى القدرة على اتخاذ مواقف قرارات واختيارات تتناسب وميوله واهتماماته الحقيقية.

وترتكز آليات تربية الاختيارات على أسس نفسية وتربوية تساعد الفرد على نضج شخصيته ومواقفه وتمكنه من تحقيق التوافق النفسي والتربوي، عن طريق إشباع حاجاته النفسية (المحبة ،الانتماء الأمن والاطمئنان ،تأكيد الذات..) وعن طريق احترام كيان الفرد كذات مستقلة ،واحترامه كعضو في الجماعة التربوية وفي المجتمع،توفير جو الحرية والاطمئنان للنمو السليم ،إثارة الدافعية للتعلم والتحصيل الدراسي ،مراعاة الفروق الفردية ، وإرشاد الفرد إلى أحسن الطرق للدراسة لتحقيق أفض النتائج ...