نوعية الحياة لدى المرضى المزمنين وعلاقتها ببعض المتغيرات

Abstract

تشكل األمراض المزمنة اليوم تحديا طبيا ونفسيا واجتماعيا واقتصاديا خطيرا لمجتمعاتنا. ويزداد عبؤها على الدول النامية التي يحدث فيها ما يزيد على 11 %من نسبة االصابة العالمية ومنها الجزائر. وقد درج األطباء على تقييم فعالية التدخل العالجي لهذه األمراض من زاوية نظر الطب الغربي ونموذجه العضوي متجاهلين معطيات علم ُ النفس االجتماعي وا جمع على ضرورة اعتماد النموذج الحيوي النفسي االجتماعي لمقاربة نوعية الحياة في األم ارض المزمنة لصحي والعيادي، التي ت . لذلك سعينا في دراستنا الحالية الى استكشاف نوعية الحياة وعالقتها ببعض المتغيرات الحيوية النفسية االجتماعية لدى المرضى المزمنين، ممثلين بعينة من 011 مريض بالسرطان، مقارنة بعينة من 011 شخص من األصحاء. ومحاولة اختبار صدق نموذج لتفسير العالقة بين متغيرات الدراسة عن طريق نمذجة تحليل المسار بواسطة برنامج AMOS. وقد افترضنا انخفاض كل من نوعية الحياة، والتقييم المعرفي، والكفاءة الذاتية، ومستوى الخاليا المناعية، وكذا ارتفاع مستوى كل من التدين، و الكرب النفسي، والدعم االجتماعي، لدى المرضى مقارنة باألصحاء؛ كما افترضنا وجود عالقة دالة بين نوعية الحياة كمتغير تابع وبين متغيرات الدراسة األخرى، وأن تلك العالقة تختلف باختالف المتغيرات التصنيفية؛ كما افترضنا إمكانية اختبار نموذج تفسيري للعالقة بين متغيرات الدراسة. وقد استعملنا في دراستنا مقياس نوعية الحياة لمنظمة الصحة العالمية Bref WHOQOL ،ومقياس الكرب النفسيGHQ12 ،ومقياس الدعم االجتماعي لـ Zimet ، ومقياس الكفاءة الذاتية لـ Schwarzer ،ومقياس الوظائف النفيذية لـ Coolidge ،ومقياس التدين من إعداد الباحث، اضافة إلى تقنية تحليل الدم لقياس تعداد الخاليا المناعية. ودلت النتائج على عكس ما توقعناه حيث ارتفعت نسبة نوعية الحياة المتوسطة والجيدة لدى المرضى)44 )%مقارنة باألصحاء)44 ،)%ورغم أن 02 %من المرضى يعانون من نوعية حياة منخفضة، فإن الفروق بين المرضى واألصحاء لم تكن دالة على مستوى العينة الكلية. ولم توجد فروق ايضا بين العينتين في الوظائف التنفيذية، وكانت الكفاءة الذاتية المدركة لدى المرضى منخفضة مقارنة باألصحاء، كما كان مستوى الدعم االجتماعي منخفضا في العينتين ولم يرتبط بنوعية الحياة لدى المرضى بعكس األصحاء. كما ارتبط الكرب النفسي سلبا بنوعية الحياة لدى المرضى)-13.1 )ولدى األصحاء)-36.1 ،)وكان الفرق داال لصالح المرضى. ورغم انخفاض تعداد الخاليا المناعية لدى المرضى إال أنه لم يرتبط بنوعية الحياة لدى العينتين. وكانت المتغيرات التصنيفية الديموغرافية واالجتماعية وكذا مدة االزمان فاعلة في العالقة بين نوعية الحياة وبين متغيرات الدراسة عدا المستوى االقتصادي. ورغم ارتباط التدين بنوعية الحياة لدى المرضى)00.1 )ولدى األصحاء)03.1 ،)إال أن تحليل النموذج المقترح لم يظهر دوره الوسيط بين نوعية الحياة وبين المتغيرات االخرى كما كان متوقعا، عكس متغير الكرب النفسي الذي ارتبط بنوعية الحياة وبكل من الكفاءة الذاتية والوظائف التنفيذية والوضع العائلي لدى المرضى إضافة الى التدين كمتغير مستقل لدى األصحاء، لذلك يمكننا إعتبار الكرب النفسي متغيرا مفتاحيا و هدفا رئيسيا للتدخالت العالجية لرفع مستوى نوعية الحياة لدى المرضى المزمنين إضافة للمتغيرات الفاعلة االخرى.

Chronic diseases account for a real and serious medical, psychological, sociological economic challenge in modern societies. Developing countries, where 70% of the global incidence of these diseases accure, bear an increasing burden, including Algéria. Physicians evaluate effectiveness of their intervention in this area from the perspective of western medicine recalling the organic model, ignoring the data from social, health ,and clinical psychology, chowing the importance of biopsychosocial model to approaching quality of life(QOL)in chronic diseases. In this study we explore the quality of life in chronic patients and its relationship with some biopsychological variables on a sample of 100 cancer patients compared to 100 healthy subjects, trying to validate an explanatory model of quality of life using path analysis with AMOS. We assumed that the patients’ quality of life, executive functions, self efficacy, and the rate of immune cells are lower than those of healthy subjects. Also, patients’ level of religiosity, psychological distress and social support are higher than those of healthy subjects. We assumed significative correlation between quality of life and variables in our study, this relationship differ according to socio-demographic variables. We used the WHOQOL Bref, GHQ12 scale, Zimet social support scale, Schwarzer self efficacy scale, Coolidge executive functions questionnaire and religiosity scale prepared by myself, blood analysis to assess the rate of immune cells. The results show, contrary to our expectation, that patients’ quality of life score is as higher (88%) as healthy subjects (99%), and although 12% of cancer patients suffer from a poor quality of life, the differences between two samples are not significant. as well as executive functions. Self efficacy was lower in patients than in healthy subjects. The social support is less than expected in both samples and its correlation with quality of life is not significant. The psychological distress is strongly correlated with the quality of life in patients (-0.74) and in healthy (-0.56), the difference being in favor of the cancer patients. The rate of immune cells was not correlated with QOL. Socio-demographic variables have a significant effect on this relationship except the economic level. Despite the correlation of religiosity with the quality of life in patients (0.31) and healthy subjects (0.34) , religiosity has not emerged as a mediating variable between quality of life and other variables contrary to psychological distress, which was correlated with self efficacy and executive function and family level in cancer patients; and with religiosity in healthy. According to our results, psychological distress must be considered a key variable in therapeutic interventions to improve the quality life