حاضنات الأعمال التقنية ودورها في دعم ومرافقة المشاريع الناشئة -عرض تجارب (ماليزيا، الصين، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية)-

Abstract

أدت التحولات الاقتصادية التي يشهدها عالم الأعمال المعاصر، والاتجاه المتزايد نحو الاندماج في اقتصاد عالمي موحد، إلى توجه الدول نحو تمكين قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ليحتل مكانته ضمن أولوياتها وإستراتيجياتها التنموية، وأصبحت هذه المؤسسات (الصغيرة والمتوسطة) تمثل خيارا إستراتيجيا هاما في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول المتقدمة والنامية على حد السواء، ومما لاشك فيه أن التقدم التكنولوجي الهائل وتحرير الأسواق من خلال العولمة قد أدى إلى خلق تحديات جديدة أمام هذه المؤسسات -خاصة في الدول النامية-، ومواكبةً لهذه الطفرة التكنولوجية الكبيرة، فقد شهد الاقتصاد العالمي ظهور أجيال جديدة من المؤسسات الصغيرة التي استطاعت الاستفادة من مميزات هذا الوضع الجديد, الذي يسمح بالحصول على المعرفة ورؤوس الأموال والدخول إلى الأسواق الكبيرة في آن واحد، مما ساعد على ظهور نوع جديد من هذه المؤسسات الصغيرة الرائدة, القائمة على الإبداع التكنولوجي وتوظيف التكنولوجيات الحديثة, والتي تختلف اختلافاً جوهرياً عن مثيلاتها من المؤسسات التقليدية. ومن هذا المنطلق, وفي ظل احتدام المنافسة بين المؤسسات المبدعة من أجل توسيع حصصها السوقية واقتحام الأسواق الجديدة، برزت أهمية منظومات العمل المستحدثة, التي تعمل على تطوير وتحديث مفهوم دعم ورعاية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وضمن هذا السياق تعتبر حاضنات الأعمال التقنية من أكثر المنظومات التي تم ابتكارها -في العقدين الأخيرين- فاعلية ونجاحاً في تنفيذ برامج التنمية الاقتصادية،الاجتماعية والتكنولوجية وخلق فرص عمل جديدة، وقد تمت الاستعانة بها في الكثير من دول العالم الصناعية منها والنامية على حد سواء. وترجع إقامة حاضنات الأعمال في الأساس لمواجهة الارتفاع الكبير في معدلات فشل وانهيار المشروعات الصغيرة والمتوسطة الجديدة في المراحل الأولى من إنشائها, وقد أثبتت تجارب الحاضنات في الدول المتقدمة -بما لا يدع مجالاً للشك- كفاءة ونجاح الحاضنات في زيادة معدلات نجاح هذه المشروعات بشكل كبير, حيث ازداد عدد الحاضنات في العالم خلال العشرية الأخيرة وتضاعف بعشرة مرات ليبلغ أكثر من 3500 حاضنة على مستوى العالم.