هــــمـوم الكتابـــــة

Abstract

إنّ مهمّة الكاتب لم تعد ذات هدف واضح، فمع إيماننا ويقيننا بأنّ الكاتب لا يعيش من كتابته، فإنّنا مع ذلك نأْسف لكون هذا الكاتب لا يستطيع أن يحصل على المكافأة الأدبيّة والمادّية التي يستحقّها تعبه واحْترافه لمدّة طويلة من أجل أن يسطع نور قلمه على العالم الآخر، ويرفع من قيمة بلاده بتضحيّته حتّى براحته الأسبوعيّة، وبالسّهر مع عائلته ، وبالْتذاذ النّوم في وقته... إنّه يبدأ بعد ما ينام البشر ليستريحوا، أو يستيقظ مبكّراً قبل الآخرين، ثمّ يبدأ في مداعبة الورق والبراع لعلّه يظفر بكلمة تكون طرفا يوصله إلى إبداع، أو نقد، أو دراسة، أو غير ذلك، وقد يُقضّي السّاعات الطِّوال يبحث ثمّ يبحث فلا تستجيب له مخيّلته ولا مداركه بأيّ شيء، وهذا الذي يمرّ به الكاتب الجزائريّ من مراحل مُضْنية قبل الوصول إلى تفْتيق قريحته؛ يشاركه فيه كثير من الكتّاب العالَميّين. فالكتابة عمليّة موحّدة الولادة، ذلك أنّ الكتابة عبارة عن طقوس لدى كثير من كتّاب العالم المعاصرين أو الرّاحلين، فلولا تلك الطّقوس التي يحيا فيها الكاتب بين بخور سيجارته، أو رشفات شايه وقهوته، أو نفثات نفسه عاكفاً ، لَما برز إلى العالم كتاب واحد.