دور الوسط الأسري في دافعية ممارسة الرياضة المدرسية في المرحلة الثانوية

Abstract

يرى العديد من المختصين في علم النفس و الاجتماع أن الأسرة كوسط اجتماعي يتفاعل فيه ما هو نفسي عاطفي بما هو معرفي تربوي، كانت وما تزال تحتل مكان الصدارة في مجال تلقين أسس الحياة وترسيخ مبادئ التفاعل وتعليم قواعد التواصل والحوار. فهي التي تُؤَمّنُ للطفل تفتقه الشخصي وتفتحه النفسي وتكيفه الاجتماعي عبر إشباع رغباته البيولوجية والعاطفية والاجتماعية والثقافية. وفي كنفها يتعلم الطفل قواعد الحوار وآداب التواصل، وفي ظلها يدرك حريته وحدوده ويميز بين حقوقه وواجباته. وأي خلل أو تَهَوُّر في أداء هذا الدور يكون مآله بدون أدنى شك الخصام والصدام والجفاء بدل التفاهم و التواصل والتكامل بين الوالدين ثم الضياع والتشرد والانحراف بدل النجاح والتكيف والاندماج بالنسبة للأبناء. و يرجع الخبراء غياب التواصل داخل الأسرة في مجتمعنا إلى كونها ما تزال في الغالب غير مؤهلة لتقوم بهذا الدور التواصلي الذي يتجه بالمحيط الأسري، آباء وأبناء، إلى مصاف التفاعل الإنساني الحميمي المحكوم بمظاهر التفاهم والتكامل والمُؤَطَّر بأساليب التواصل الإيجابي والحوار البناء، و من جهة أخرى، يعتبر النشاط الرياضي منذ سن مبكرة عاملا ايجابيا في اكتساب الطفل خبرات اجتماعية و نفسية و ذهنية كثيرة كإحساسه بالانتماء إلى الجماعة (الفريق) و ما يتطلبه ذلك من تقنيات التواصل معهم و كيفية التأثير عليهم في بعض الأحيان ، و أن الفرد داخل الجماعة له دور معين يجب القيام به على أكمل وجه و أي تقصير يؤثر بالسلب على كامل الفريق. وبطبيعة الحال، سينتقل الابن إلى أسرته و هو يحمل هذه الثقافة المكتسبة من الممارسة الرياضية و التي تساعد كثيرا في بناء قنوات التواصل و الحوار و التفاهم و التشاور في مختلف الأمور ومع جميع أفراد الأسرة، و لهذا وجب على الأسرة تشجيع أبنائها على الممارسة